سعيد شعيب

ناصر عبد التواب

الأربعاء، 15 يوليو 2009 06:35 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل يمكننى أن أحدثكم عن الفنان "ناصر عبد التواب"؟
بيتهيألى ممكن..
ليس لأنه صاحبى، فهذه مسألة قد لا تهم القارئ الكريم، ولكن لأننى بعد أن رأيت عدة مسرحيات من أخراجه، أدركت أنه يمثل المعنى الحقيقى للحفر بالأظافر فى الصخر، فقد استطاع أن يشق لنفسه طريقاً فى كل هذا الزحام، وكل هذه الفوضى، فى بلد يفتقد الرحمة والعدل. عرفته منذ حوالى 15 عاماً يآه كل هذه السنوات مرت فى قصر ثقافة شبرا الخيمة، كان يأتى للبروفات حاملاً ابتسامة طيبة وتعب ما لا يقل عن 12 ساعة فى المصنع، حيث يعمل من أجل أسرته الكبيرة.. فقد تزوج صغيراً وأصبح الآن جداً، رغم أنه ما زال شاباً.

والحقيقة أن كل شىء كان ضده.. إلا أنه كان عاشقاً للفن وللمسرح ومغرماً لحد الجنون بالعرائس والأراجوز. وبإصرار حديدى استطاع أن يعلم ويثقف نفسه، وفى لقاءاتنا الكثيرة لم أضبطه ولو مرة واحدة تائهاً فى غابة المثقفين والسياسيين، والتى كان يضيع فيها - وما زال - "أتخن تخين". فقد كنت أشعر أنه مثل النحلة التى تختار البستان الذى تريده، كان يستند على بوصلة ما فى داخله.. أظن أنها قوة روحه وحبه للفن وحبه للناس والحياة.

وبصبر مصرى استطاع أن يصل الآن إلى أن يكون من أهم محترفى فن الأراجوز فى مصر وأصبح له تواجد ملموس فى مسلسلات الأطفال والمسرح الذى يحتاج إلى تحريك العرائس أو الأراجوز. ومنذ خمس سنوات تقريبا تفرغ للفن الذى يعشقه وأصبح مخرجاً معتمداً فى هيئة قصور الثقافة، بل وكون - مع آخرين - فرقة سماها "الأراجوز المصرى".

وليسمح لى "ناصر" بأن أقول إنه يذكرنى بالمخرج المسرحى الكبير الراحل "سلامة حسن"، الذى كان عاملاً فى شركة أسكو فى شبرا الخيمة واستطاع أن يكون من أهم مخرجى الثقافة الجماهيرية.. وما زلت أذكر طيبة قلبه والإقبال الجماهيرى الضخم على مسرحياته فى قصر ثقافة شبرا الخيمة. إنهما ـ أقصد سلامة وناصر ـ أطال الله عمره ومن مثلهما فى كل المجالات أرواح مضيئة تحتضن بحب نادر أوجاع هذه البلد المنكوبة.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة