سعيد شعيب

" القويضى" صانع الموت

الخميس، 18 يونيو 2009 06:20 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الدكتور حازم القويضى أفسد تفاؤلى وحوله إلى يأس، فقد كتبت أمس مشيرا إلى أن الحكومة انتبهت إلى أن محافظة حلوان تحولت إلى مقبرة بسبب التلوث، ولذلك قرر رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد نظيف عمل لجنة من محافظ حلوان ووزارات التجارة والصناعة والبيئة، للتشاور مع المجموعات الصناعية الكبرى حتى تنتقل بسبب تلويثها الرهيب للبيئة.

القويضى لم ينف الخبر، ولم يعترض عليه، أى أنه يعترف بكارثة التلوث، ومع ذلك قال فى مؤتمر المجلس الإقليمى للسكان، "إن هواء حلوان نظيف ومن أنقى أجواء العالم". وعندما قرأت ذلك فى جريدة المصرى اليوم قلت "أكيد الراجل بيهزر"، فهل هواء حلوان الملوث فى نقاء هواء سويسرا؟!

الرجل يعرف أن الدراسات والأبحاث، من منظمات حكومية وغير حكومية على امتداد سنوات وسنوات أكدت بحسم أن التلوث فى حلوان فاق المعدل العالمى بمراحل، ومن بين هذه الجهات وزارة البيئة، ووزيرها، أى الحكومة التى يشارك فيها المحافظ. ناهيك عن معاناة الناس الذين يعيشون فى المحافظة، وخاصة الأماكن الملاصقة لمصانع الأسمنت والحديد والنشا وغيرها.. فهل علينا أن نكذب كل ذلك ونصدق العويضى؟!

بالطبع لا، وليس علينا أن نصدق تبريره المتهافت بأن إحصاءات الوفيات تتجاهل أن كل مستشفيات الصدر والحميات موجودة فى حلوان. ألم يسمع المحافظ أن حى العباسية وحده فيه مستشفى حميات وآخر للصدر، ناهيك عن باقى الجمهورية، وناهيك عن باقى مستشفيات مصر التى تستقبل مرضى صدر وحميات. من المؤكد أنه سمع، ومن المؤكد أنه يعرف، ومن المؤكد أنه يعرف أن كلامه لن يصدقه أحد، ومن المؤكد أنه سوف يتكاسل عن دوره فى اللجنة التى شكلها دكتور نظيف، بل وربما يعطلها، فهو بناء على تصريحاته لا يرى أن هناك مشكلة أصلا.

ولأنه كذلك، ولأنه لا يسكن فى طره بجوار مصانع الأسمنت (يعيش فى حى الدقى) ولأنه لا يستحق مكانه، أتمنى أن يتحقق ما قاله فى البرلمان: "خبر خروجى من منصبى سيكون أسعد خبر فى حياتى". الحقيقة أننى سأكون أكثر سعادة منه، فأنا لم اختره فى انتخابات حرة، فإحدى مصائب بلدنا الكبرى هى عدم انتخاب المحافظين، الذى أحلم بأن نغيره يوما ما.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة