اتهم حسين موسوى المرشح فى الانتخابات الرئاسية، حكومة أحمدى نجاد، بالكذب والمبالغة فى العداء للغرب حتى تغطى على فشلها فى معالجة المشاكل الداخلية، وعلى رأسها الفقر.
صحيح أن شهادة موسوى مجروحة، لأنه يصل إلى الكرسى الرئاسى، ولكنها فى تقديرى ليست كاذبة، وما قاله يستحق التأمل وطرح السؤال التالى: هل يمكن أن تصبح الشرعية الوحيدة لأى نظام حكم فى معاداة أمريكا وإسرائيل؟
فقد عاشت الكثير من الأنظمة العربية على هذا العداء، بل وكان السند الذى تبرر به الانتهاكات المروعة ضد مواطنيها. الأمثلة كثيرة، عندنا وعند غيرنا، منها مثلاً تجربة جمال عبد الناصر، رغم إيجابياته، فقد صادر وأمم كل شىء فى البلد، مستندا إلى أنه يحارب العدو الصهيونى ومن ورائه أمريكا .. فلا صوت يعلو فوق صوت المعركة. وبذات المنطق ستجد كثيرين فى عالمنا العربى منهم صدام حسين والقذافى فى فترة سابقة وحاليا النظام الحاكم فى سوريا.
المفارقة أن هذه الأنظمة الحاكمة التى استمرت سنوات وسنوات لم تحرر أرضا، كما قالت، فهل يمكن أن تستمر هذه الشرعية إلى الأبد؟
لا أظن، فالانتخابات اللبنانية الأخيرة يمكن أن تكون مؤشراً على الإجابة، فشرعية حزب الله يستمدها من العداء المطلق لإسرائيل ومن ورائه الغرب، ولكنه لم يحقق فوزاً كاسحاً كما كان يروج هو ومحبوه من المحيط إلى الخليج.
رغم أن حسن نصر الله، بخلاف أنظمة حكم أخرى، أجبر إسرائيل على الرحيل من الجنوب اللبنانى، ولكن لأنه اعتقد أن هذا يمنحه الحق بأن يفعل أى شىء وكل شىء، رفضه معظم الناخبين اللبنانيين .. وأظن أن هذا ما سوف يصل إليه الناخبون الإيرانيون، ليس فقط ضد أحمدى نجاد ومن هم مثله، بل وضد نظام حكم "كله على بعضه".
المفارقة الثانية هى أن إسرائيل كانت تنتصر رغم أنها لم تصادر حق مواطنيها فى حياة كريمة، وحقهم فى الحرية، فلم يحدث أن تم وقف الانتخابات أو حل برلمان، أو فرض قانون طوارئ أو غيرها من الإجراءات الاستثنائية، زعم أنها تحارب عدواً، فما بالك إذا كانوا أعداءها من المحيط إلى الخليج.
باختصار هذه الأنظمة والتيارات تكتسب شرعيتها من أعدائنا، أليس الأصلح لنا أن تكون شرعية أى حكم من مواطنيه، من تقديس حقوق مواطنيه، فأظن أن هذه هى الطريقة الوحيدة للانتصار على أى أعداء، فقد علمتنا مرارة الأيام أن انتهاك حقوق الناس تحت أى مبرر، هى الطريق السهل للهزائم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة