إبراهيم ربيع

أوباما.. والمنتخب الوطنى

الخميس، 11 يونيو 2009 09:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل هناك علاقة بين زيارة الرئيس الأمريكى أوباما وبين الرياضة المصرية.. طبعا لا توجد علاقة إلا من زاوية «طبع» الشعب المصرى فى طاعة الأقوى والاستخفاف بالأضعف.. الحكومة غسلت الشوارع ونصحت المواطنين بالاستحمام والاستجمام فى يوم «مفترج» عند المصريين مرتبط بلقاء المعايشة الزوجية الأسبوعى، وهو لقاء تاريخى حدد له الفراعنة منذ آلاف السنين ليلة الخميس لمن يتبقى فى جوفه ذرة من قدرة على ممارسة الحقوق الزوجية.

قرر الشعب المصرى الحصول على إجازة من طرف واحد احتراما لمكانة أوباما واتفاقا مع الحكومة على طاعة الأقوياء وحجب شعب كامل عن مجال رؤية رئيس دولة يعيش شعبها نظيفا وشبعان وموفور الصحة والعافية.

ولنا فى مصر نظرة أسطورية فى تقدير أولى الأمر.. نصنفهم جيدا ونختار طريقتنا فى طاعتهم ولا نحب أن نظهر أمامهم بحقيقتنا وواقعنا المر، فنحن كمصريين شديدو الولاء لمصر بدرجة أننا لا نحب أن نجرحها ونهينها فى شعبها الذى يعيش ويتحرك ويمارس حياته فى خيمة من التلوث وأكوام الزبالة والوجوه البائسة والكائنات البشرية المبعثرة على الأرصفة تتسول أو تبلطج أو تتحرش أو تتبول تحت الكبارى وفى الطرقات..

لا نريد أن نصدم رجلا غريبا منبهرا بحضارتنا فى شعب عريق مثقف صاحب تاريخ أصبح نصفه تحت خط الفقر ونصفه الآخر فقيرا ومتطفلا على مجتمع الـ5. % وهى نسبة لا تريد أن تبارحنا لا قبل ولا بعد الثورة.

وتعلقنا بأوباما جعله رمزا مصريا للتغيير فاستخدمه المرشحون فى انتخابات الزمالك.. ولو أنه ظهر قبل مجىء المهندس حسن صقر لما استقبل الرياضيون القيادة الرياضية الجديدة بكثير من الاستخفاف وعدم الرغبة فى الطاعة، ليفاجئهم الصقر بعد ذلك بقدرة غير عادية على الانقضاض أثارت بينهم الارتباك والمبالغة فى ردود الفعل..

فربما اعتنق صقر «الأوبامية» وفرض على مراكز القوى الولاء والطاعة من البداية فلم يفكروا فى طلب الحماية الدولية.

والميثاق الأوليمبى الذى انتصرت به المعارضة على القيادة الرياضية.. هو شبيه بالميثاق الديمقراطى الذى تروج له أمريكا والذى تريد المعارضة السياسية أن تنتصر به على الحكومة.
وبما أن كل شىء وقعت عليه عين أوباما تم إصلاحه أو تجميله..

فإن الرياضيين تمنوا لو وقعت عينه على مرافقنا الرياضية وعلى الحياة الخاصة التى يعيشها رجال الجبلاية وعن الحكام الملاكى والأجرة.. فكل شىء فى حياتنا ليس الأهرامات وأبوالهول ونجيب محفوظ وأحمد زويل ومحمد أبوتريكة..

لدينا دولة نطلب منها أن تلعب مثل فريق الكرة المتميز كرة جماعية.. نريدها أن تعبر عن نفسها وتحترف فى الخارج وتلعب مع الكبار ولا نقول عنها مثلما قلنا عن الزمالك فى السنوات الماضية إنه ناد صاحب تاريخ، كل ما تبقى منه الآن شيكابالا وجمال حمزة ومجموعة من النجوم الأفراد.

وغادر أوباما بعد أن صعد بمصر إلى صدارة الدول الإسلامية لمجرد اختيارها مركزا لتوجيه رسالة دولية إلى كل المسلمين.. وهذا فى حد ذاته «يدغدغ» مشاعر المصريين التواقة دائما للريادة والمرتبطة بأصولها الفرعونية المتفردة، وفى توقيت تعلقت فيه المشاعر أيضا بالمنتخب الوطنى الواجهة الكروية الرسمية لمصر، الذى غادر فى اليوم التالى لزيارة أوباما إلى الجزائر وهو يرفض أن يكون ماضيا..

ومن عبقرية «الطبع» المصرى أن يلتف المصريون حول شاشات التليفزيون فى المقاهى والمنازل للاستمتاع بأوباما مثلما التفوا حوله وهم يشاهدون منتخبهم يلعب مع الجزائر.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة