هانى صلاح الدين

إضراب 6 أبريل "عربون" محبة لمصر

الإثنين، 06 أبريل 2009 10:53 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا يختلف اثنان من أبناء شعبنا على أن مصر تعيش مجموعة من الأزمات التى أصبحت تعيق كل مسارات الحياة، كما أنها تئن من فساد طال جذور المؤسسات، واحتقان سياسى أضر بكل القوى والأحزاب، وبات يهدد مصر بكارثة سياسية، وذلك فى الوقت الذى يؤكد فيه النظام أن مصر تعيش أفضل مراحل تاريخها، وكنت أتصور أن معظم قيادات النظام المصرى يحاولون خديعة أنفسهم والبسطاء منا حتى جمعنى لقاء بالأمس القريب مع بعض رموز الحزب الحاكم، وقد التقيت بهم أكثر من مرة، لكن فى لقائنا الأخير استشعرت بتغير كبير فى تصوراتهم نحو الوضع السياسى، حيث أجمعوا على أن مصر أصبحت مهددة بفقد قياداتها للعالم العربى بسبب تخبط سياستها الخارجية، خاصة أثناء حرب غزة، كما أنها تواجه موجة من الغضب الشعبى يشبه أجواء ما قبل قيام ثورة يوليو، كما وجدتهم يؤكدون على أن لجنة السياسات ورموزها أصبحت تنفرد بتسيير مقاليد الأمور، وأن شخصيات كبيرة داخل النظام أصبحت رافضة لسياستها التى وصفوها بالطفولية.

وقد دفعنى فضولى الصحفى لمعرفة المزيد، وسألت كبار القوم، يا سادة ما الذى غير موقفكم هكذا، ولماذا كل هذا السخط، بالرغم من أنكم أول المدافعين عن النظام أمام الكاميرات والمؤتمرات، فأكدوا لى أن الكيل قد فاض، وأن البلد أصبحت على فوهة بركان، وأن كل اجتماعات الحزب الوطنى الداخلية أصبحت مليئة بالانتقادات الواضحة للواقع الذى نعيشه، وأكدوا أنهم لا يجدون إلا الوعود بالإصلاح دون تحقيق ذلك على أرض الواقع، فقلت إذاً حركات الاحتجاج الشعبى والإضرابات والاعتصامات أصبحت ضرورة لإصلاح الأوضاع التى نعيشها، فوجدتهم جميعا يعترفون أن الأمر يحتاج لتضافر الجهود حتى تخرج مصر من النفق المظلم، ثم وجدتهم يؤكدون أن ما قالوه ليس للنشر، ولكن مجرد فضفضة، بسبب ضيق الصدور، كما طالبونى أن أنسى ما قالوه وألا أتعامل معه صحفياً، وبالفعل عزمت على ألا أتناول الموضوع ولكن غلبتنى طبيعتى الصحفية.

انتهى لقائى معهم وخلف لى كثيراً من علامات الاستفهام، وأيضا مزيداً من الوضوح وخلصت لمجموعة من الحقائق، يأتى على رأسها:

* أن الفساد استشرى وأنه خرج عن سيطرة النظام ولا أدرى لماذا يلزم الشرفاء من أبناء الوطنى الصمت تجاه هذا الوضع المتدهور، بل ونجد بعضهم يدافع عنهم، بالرغم من رفضهم للأوضاع القائمة، وأرى أن علينا جميعاً التصدى له بكل قوة، وأجد أن إضراب 6 أبريل أقل ما نقدمه لمصر من أجل الدفاع عنها، وتخليصها من أنياب الفاسدين المفسدين.

*إن حركات الاعتصام والاحتجاجات علامة صحية على يقظة الشعب المصرى، وعلى السياسيين وقوى المعارضة أن تدعم وتساند هذه الحركات، لأن الحقوق أصبحت بالفعل لا تهبها الحكومة، بل لابد أن تنتزع منها بهذه الطريقة.

* أن هناك أجنحة داخل الوطنى والنظام رافضة للسياسات الحالية، وأنها تحاول أن تقوم بدور المعارض دون الخروج عن صفوفهم، وأرى أن وجود هذه المجموعات علامة صحية لعلها تستطيع أن تفعل شيئاً، فالإصلاح المنشود لن يقوم به فصيل سياسى أو أيدلوجى بمفرده، لكن لابد أن تتضافر الجهود حتى تخرج مصر من كبوتها.

* أصبح على القوى الوطنية والسياسية، وعلى رأسها الأحزاب السياسية والإخوان المسلمين، أن يتحدوا على كلمة سواء، وينبذوا خلافاتهم، وأن يتفقوا على مجموعة من الفعاليات السلمية الضاغطة حتى تستجيب الحكومة لدعاوى الإصلاح، وأرى أن إضراب 6 أبريل يكون أول الانطلاقات لتوحيد الصف وقد أسعدنى كثيراً مقاطعة نواب الإخوان والمعارضة لجلسات المجلس يوم 6 أبريل تضامناً مع الإضراب.

* ألا يستهين أحد بشباب مصر، فهم الذين حركوا الماء الراكد وأقلقوا النظام، فما إضراب 6 أبريل وحركة كفاية ومظاهرات الجامعات، إلا ثمرات لأفكار شبابية انطلقت سواء من الإنترنت أو الفعاليات السياسية الشبابية.

ولذا أجد أن 6 أبريل "عربون" محبة لمصر، وفرصة لنا جميعاً لنعبر عن رفضنا لواقعنا، ولكن على شبابنا الحذر كل الحذر أن يجروا لأى عنف يشوه احتجاجاتنا الحضارية، وصحوتنا الوطنية، وينال من ممتلكاتنا العامة.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة