بمجرد أن يصبح المليون الأول بين يديك،ستأتى الملايين الأخرى زاحفة تحت قدميك لابد أن تؤمن بذلك حتى تنضم إلى قائمة الأغنياء فى مصر. وفى تلك الأيام الفوضوية التى نعيشها سهل جدا أن تحصل على المليون الأول، بل أسهل من شكة الدبوس حتى ولو كان نومك أمس لم تسبقه وجبة عشاء خفيفة. أرجوك ركز معى قليلا وحاول أن تستلهم من صفحات الحوادث اليومية ما يعزز فرص تحويل خطوات تلك النظرية إلى ناتج عملى، ينال جيبك عن طريقه المزيد من الدفء والنفخان.
لاحظ:
قبل أن تتخذ قرارك ببدء تحصيل المليون الأول، إن المسألة لا يمكن فصلها عن السياسة وأنت تعلم أن السياسة غدارة كما علمونا فى كتب المدرسة، لذلك إن كنت مؤمنا أوى بفكرة من الأفكار الكبرى ومحروق أوى على الوطن ومستقبله وحياتك كلها معلقة بعلم مصر بأحمره وأبيضه وأسوده، فنصيحة لك قضيها نوم من غير عشاء ولا تفكر إلا فى مرتب أول كل شهر إذا كان لك مرتب تتقاضاه أصلا!
واضح أنك قررت إنك تنام متعشى عموما بص ياسيدى فى حالة إذا ماكانت خانة الديانة فى بطاقتك الشخصية تشير إلى كونك مواطنا مسلما تبقى أمامك فرص أكثر للحصول على المليون الأول ، أما إذا كنت مواطنا قبطيا فتبقى لديك فرصتان خالصتان للحصول على المليون الأول دون مزاحمة من أحد.. وتعال نشوف كيف يحصد المواطن المصرى المليون الذى يلد الملايين الأخرى فى ظل العصر الحالى..
الطريقة الأولى: إن كنت صاحب موقع متميز داخل إحدى الصحف القريبة من السلطة وتقوم بدورك فى نفاقها وتجميل صورتها كما يجب وترفع شعار أن الظروف الاقتصادية والسياسية تمام التمام ونعيش أزهى عصور الديمقراطية ولا يقترب قلمك من المواضيع النكد أو الأشياء غير المفيدة التى تتعلق بتزوير الانتخابات والتوريث.. ستجد نفسك إما عضوا منتدبا فى رئاسة 10 شركات على الأقل، مرتب كل شركة فيهم كفيل بإطعام حى بأكمله، أو تجد نفسك مستشارا لوزير من الوزراء تحصل من ورائه على ما يجعلك فى ظرف شهور مليونيرا صغيرا مستعدا للانطلاق فى عالم البيزنس.
الطريقة الثانية: أن تتعاون مع أجهزة أمنية إما فى كتابة تقارير عن زملائك أو جيرانك أو الإرشاد على أعضاء بارزين ونشطاء فى تيارات المعارضة، وقتها سيفتح لك الجهاز السحرى أبوابه لتصبح ملكا إما عن طريق تسهيل العديد من المصالح إن أردت، أو عن طريق علاقات قوية برجال أعمال بارزين فى الدولة عن طريقهم تأخذ طرف الخيط وتصنع ملايينك بكل سهولة.
الطريقة الثالثة: أن تعمل مع الجمعيات الشرعية فى مصر والتى تنتشر فى كل منطقة وتعمل بالتنسيق مع الدولة، يمكنك عن طريق هذه الجمعيات أن تستفيد من تبرعات الزكاة وعملية بيع جلود الأضاحى، بالإضافة إلى المنح الوهابية التى تأتى من دول الخليج، بالإضافة إلى ساتر دينى يحمى تجارتك ويمنحك كارت مرور لقلب المجتمع غير قابل للرفض، وإذا كنت من الأذكياء يمكن أن تعيد تجربة السعد أو الريان وتجمع ما تريده من مال وتخلع.
الطريقة الرابعة: أن تدعى وجود علاقات قوية تربطك بقيادات سياسية بالدولة وتستغل مهارة أحد أصدقائك فى استخدام "الفوتوشوب" وتضرب لك صورة تظهر فيها محتضنا الرئيس أو نجله مثلما فعل البوشى، وتبدأ فى العمل مع كريمة المجتمع مستغلا طمعهم فى المزيد من الملايين، وحينما تشعر بأنك جمعت ما يكفى اركب أى طيارة ودعها تلقى بك على إحدى جزر المحيط الهادى، وإن لم تكن لديك مهارة التواصل مع كريمة المجتمع وزبدته توكل على الله وارض بنصيبك وافعل كما فعل ريان مدينة نصر وقم بتحصيل أرقام أقل من أغبياء متطلعين لمكس السريع بس عددهم أكتر..
أما إذا كنت قبطيا فهناك طريقتان حصريا لك دون أى شريك..
الطريقة الأولى: أى نظام فى الدنيا يحتاج دائما إلى رجال ينتمون للأقلية يباهى بهم دول ومنظمات الخارج، تسمع أنت الكلام وتدخل فى عباءة الحكومة تمنحك هى مناصب ونفوذ حتى تستشهد بك كقبطى أقلية يحقق نجاحا ولا يلاقى أى اضطهاد، الأمر لن يستلزم منك سوى عدة مقالات فى الصحف وكارنيه للحزب الوطنى وأكثر من يافطة ولوحة إعلانية مع كل مناسبة، بالإضافة إلى المزيد من الكلام المكرر عن الوحدة الوطنية والدولة التى لا تفرق بين مسلم ومسيحى فى الحقوق والواجبات.
الطريقة الثانية: أن تلعب ضد الحكومة وضد الكنيسة الأرثوذكسية فى مصر، يعنى تلعب مع أقباط المهجر وكام مؤتمر على كام مشروع بهدف إنقاذ الأقلية فى بلدك تلفت انتباه المنظمات الخارجية والدول أصحاب المصلحة وتصنع المليون الأول وبالدولار كمان، أتعزف منفردا على وتر الاضطهاد وتجمع ما شاء لك من المساعدات، أو تعقد صفقة مع الحكومة بعد عدة معارك متتالية، وكام تصريح حنجورى فى وسائل الإعلام العالمية تحصل عن طريقها على الملايين التى تفتح لك خزينة عم دهب بكل مافيها .. حتى قرش الحظ.
أما إذا كنت مواطن تعشق اللعب فى المضمون فإليك المشروع التالى الذى سيضعك على باب المليون الأول وكل ماعليك هو إنشاء قناة تلفزيونية عبر الخطوات التالية:
1- رأس المال المطلوب.. فقط ما يكفى لاستئجار غرفة مجهزة بوسائل إضاءة وكاميرات بث وإيجار سنوى يدفع للقمر الصناعى نايل سات.
2- كيفية إدارة المشروع.. فقط تعاقد مع ثلاث فتيات للعمل كمذيعات بشرط أن تكون كل واحدة فيهن قادرة على الحديث بطريقة بنات الليل مع مزيد من التمايل والدلع والدلال على الهواء.
واحرص على أن يكون هدف القناة تثقيفيا من خلال مسابقات وأسئلة تطرحها الفتاتين مثل" ماهى الفاكهة التى تبدأ بحرف وتنتهى بنفس الحرف"؟ أو ماهى المملكة ذات الجدار الأخضر والأرض الحمراء وحراسها لونهم أسود؟، واطلب من المتسابقين الاتصال على أرقام التليفون المحمول والرسائل القصيرة للفوز بالجائزة التى تقدر بآلاف الدولارات بعد حديث مغر ومثير مع المزز..
إن كنت تسأل عن كيفية تحقيق الأرباح؟ تابع معى أولا استعد، لأن المكالمات ستنهال على القناة أملا فى الفوز بالجائزة ومطلوب من المتصلين أن يتركوا بياناتهم لدى القناة التى من المفترض أن تقوم هى بالاتصال بالمتسابق، وبالطبع هذا لا يحدث وإنما يتم الاتصال بمتسابقين وهميين متفق معهم أن تكون إجاباتهم على السؤال المذكور على طريقة "بسم الله الرحمن الرحيم.. الإجابة تونس" أو أى شىء لا علاقة له بالسؤال المطروح، فيصاب المشاهد بالدهشة من غباء المتصل ويقرر أن يخوض هو التجربة فتحصل على مكالمات أكثر وتحصد أول البشاير من الملايين.. ملحوظة هذا المشروع يعتمد على تفاهة الشعب العربى من المحيط للخليج، فحاول أن تستثمر تلك الميزة جيدا، أما عن بقية المشاريع الأخر فهى تعتمد على مقدار ما قررت التخلى عنه من مبادئك.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة