هل من حق أحد أن ينتهك حرمة بيتك ويرتكب ما يشاء من الجرائم ثم يقول لك: آسف فهدفى هو مقاومة جارك المحتل؟
لا أظن أنك يمكن أن تقبل ذلك، فمن الصعب قبول مبررات حسن نصر الله فى انتهاكه للدولة المصرية.. فهذا ابتزاز صريح لا يجب الخضوع له.
ولكن الحقيقة أيضا أن الأمر لا يقتصر على حزب الله وحده، فهذا مزاج عام لدى بعض القوى السياسية المصرية، فتحت شعار المقاومة، وهو حق مشروع علينا مساندته، يرتكبون الجرائم، هذا الابتزاز باسم مقاومة إسرائيل فعلته وتفعله أنظمة حكم، تحكم شعوبها بالحديد والنار بحجة مقاومة العدو الغاشم.. فعلها صدام حسين والقذافى والآن نظام بشار الأسد.. فهل منطقى أن يكون الاستبداد وانتهاك حقوق الإنسان هو الطريق لتحرير الأرض؟
لا أظن، ولا أظن أن هناك مبررا فى الدنيا لارتكاب أى فظائع فى حق الشعوب، فالشعوب الحرة هى التى تحرر أرضها.
ناهيك عن المغالطة الفادحة التى يروج لها أنصار حزب الله فى مصر، بتصوير الأمر باعتباره خلافا بين نظام الحكم فى مصر وبين حزب الله، وهذه مغالطة فادحة وخطيرة.. لماذا؟
لأن الحكومات تتغير، ونظم الحكم تتبدل، ولكن حماية الحدود والأمن القومى للبلد مسألة لا يجب التهاون فيها مهما كان المبرر، فالدولة المصرية ليست ملكا لأى نظام حكم، فهى المظلة الحامية لكل المصريين أيا كان الخلاف مع نظام حسنى مبارك، ومن ثم فالدفاع عن هذه الدولة واجبنا جميعا أيا كان الحاكم.
ثم هل من حق حزب الله أو غيره أن يفرض أجندته السياسية على البلد، فنحن وقعنا معاهدة سلام مع إسرائيل، علينا الالتزام بها، مثلما يلتزم حسن نصر الله بقرارات الدولة اللبنانية بتحريم استخدام الجنوب فى معارك مع إسرائيل. ثم إذا كان التزام الإدارة المصرية باتفاقيات كامب ديفيد لا يعجب بعض المعارضين.. فلماذا لا ينتقدون بذات الشراسة حزب الله الذى يحترم اتفاقات الدولة اللبنانية.. ولماذا لم ينتقدوه عندما أعلن أنه لا علاقة لحزبه بالصواريخ التى تم إطلاقها من الجنوب أثناء العدوان الإسرائيلى على غزة، فهل هو حلال لحزب الله.. حرام على الإدارة المصرية؟!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة