إبراهيم داود

عبد الوهاب

الخميس، 02 أبريل 2009 10:29 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
احتلال مصر المركز الأول فى أنفلونزا الطيور، وزيارة جمال مبارك للقرى «المصرية» الفقيرة، وإعلان المرشد مهدى عاكف عدم ترشحه «تانى»، وفشل الوكالة الدولية فى اختيار خليفة للبرادعى، وخبطة «الشروق» الصحفية التى كشفت عن غارات إسرائيلية أمريكية ضد السودان أودت بـ800 بنى آدم، ورحلات التحدى الثلاث التى قام بها البشير حول السودان، وتخفيض سعر الفائدة 5.%، و«تظليم» القاهرة ساعة للحد من الاحتباس الحرارى، وقراميط الباسا الفيتنامى، وزيارة محافظ مرسى مطروح لمدرسة فى السلوم لم يجد فيها طلابا ولا مدرسين ولا «حنفيات ميه»، وغياب الرئيس مبارك عن قمة الدوحة، وتكثيف الجهود لتحقيق المصالحة العربية، ومباراة مصر وزامبيا، والجدل حول كامب ديفيد بعد ثلاثين عاما من «اللت والعجن» والمعارك الداخلية، والإضرابات، ومغزى التغييرات الصحفية الأخيرة وانتظار التغييرات التليفزيونية المرتقبة، والغموض الذى يحيط بإضراب 6 أبريل، والجدل حول فوز عزازيل يوسف زيدان بالبوكر الخليجية، وشاليط, وإحالة نائب رئيس هيئة المجتمعات العمرانية للكسب غير المشروع، والاستغناء عن العمالة المصرية فى الخليج، وفى مصر، وتوقعات الحكومة بارتفاع البطالة %10، والثانوية العامة، والتحذيرات الدائمة من صعوبة الأيام القادمة..

كل هذا دفعنى للابتعاد ومحاولة الكتابة عن محمد عبدالوهاب ليس بسبب ذكرى ميلاده التى مرت مؤخرا، والتى يوجد حولها جدل، هو قال إنه من مواليد 1910 (وصدقته المواقع الرسمية)، ولكن المؤرخ الموسيقى عبدالعزيز العنانى قال إنه من مواليد 1902 وكذلك رتيبة الحفنى اعتمادا على ما قالته منيرة المهدية أن عمره كان 25 عاما عندما مثل أمامها سنة 27، سناء البيسى كتبت فى أهرام السبت مقالا رائعا عنه السبت الماضى، يضاف إلى تجلياتها الشجية عندما تتحدث عن الموهوبين المؤسسين، كتبت عن «ابن عطفة الجداوى المبلطة بالحجر والنشع فى الشعرانى الجوانى، ربيب اللوحة الشعبية الناطقة بالزغاريد والعديد والصوات والآهات والنداءات وعيل تايه يا ولاد الحلال، وسط زحام الخلق وبيوت الناس المتساندة على آخر رمق قبل السقوط» لقد التقطت الكاتبة العفية سر العذابات التى تغلف روح عبدالوهاب ببساطة ويسر، وحكت حكاية تلقى عبدالوهاب خبر وفاة والده -كما قال لها- من أمير الشعراء أحمد شوقى وهما فى لبنان، وكان عنده حفل فى اليوم نفسه، فقرر أن يعتذر، ولكن طه حسين الذى كان يسكن على مقربة منهما قال له «هل خلق الغناء للفرح فقط؟ ثم التفت مستطردا: لو لم تغن اليوم إذن متى تغنى؟» وغنى البلبل وشاهد الدموع تنهمر من عيون مستمعيه، محمد عبدالوهاب سليل الأحزان القديمة المتجددة، والقادر على تجاوزها بموسيقاه الرشيقة الحادة الحنونة المباغتة، حمل على كتفيه بعد سيد درويش مسئولية عظيمة، وهى أن يغنى الناس معه، أن يغنى الناس معا، أن يغنى نيابة عن الناس، عبدالوهاب ضرورة لتجاوز الألم، معه لا تحتاج إلى أصدقاء آخرين، سيمد روحك ويزيح التراب عن قلبك المزدحم بالآهات المكتومة، معرفته بالناس جعلته كبيرا، صوته قديم ومرفرف وخفيف وطيب، قادر على المشى معك، تشعر أنه اختارك أنت تحديدا ليغنى لك، لا تلتفت للذين يكرهونه، ويتهمونه باللصوصية، أو الذين يتحدثون فى السياسة، ويختصرونه فى اقترابه للسلطة، أولئك الذين لم يعرفوا شيئا عن منابع الألم الإنسانى الشفاف التى نهل منها ورشها علينا أنغاما، أنت معه تستعيد مصر الصداحة الغنية بالأصوات الطازجة، مصر التى أنجزت فى الموسيقى والغناء ما يجعلها قوية ومنسجمة وفنانة، يستولى على صوته عندما أكون حزينا ومرتبكا وغير قادر على الطيران مثل أيامنا هذه المليئة بالأكاذيب والأمراض، أو عندما أفقد صديقا عزيزا مثل شوقى شامخ الفنان المبهج الذى عرفت خبر موته وأنا أقرأ مقال سناء البيسى.. على المقهى.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة