أثار البهائيون على مدار العام الماضى كثيراً من الجدل بمصر، وحاولوا بمختلف الطرق أن يظهروا على الساحة من أجل الاعتراف بهم كديانة سماوية، وأن يتخلصوا من انتسابهم للإسلام بعد أن كشفت فتوى الأزهر حقيقة ارتدادهم عن الإسلام. وقد لاقت تحركاتهم مساندة دولية ومن بعض المنظمات الحقوقية المدعومة من الغرب، كما تعرض النظام المصرى لضغوط غربية حتى يعترف بهذه الفئة، ثم توالت الفعاليات للبهائيين الذين لا تتجاوز أعدادهم بضع المئات بمصر لخلق مزيد من الضغوط حتى يتم تدوين ديانتهم فى البطاقة الشخصية والسماح لهم بتكوين دور للعبادة، بل والتبشير بهذه الديانة، وإن كان رموزهم ينفون ذلك لكن تصرفاتهم فى الواقع تخالف تصريحاتهم أمام الكاميرات.
وهنا سأتعرض لأمرين هامين أولهما حقيقة الديانة البهائية وما بها من مفاسد، والثانى علاقة هذه الديانة بالصهيونية، أما الأمر الأول فنجد أن حقيقة الديانة البهائية تؤكد أنها صناعة بشرية 100%، وأهم مفاسد هذه العقيدة ما يلى:
* أخطر مفاسد هذه العقائد فكرة الحلول والاتحاد، بمعنى أن الله جل وعلا عما يصفون يحل فى أجسادهم، وهى فكرة أطلقها البابا إمام وأستاذ البهاء، وأن البهاء نفسه سمى ابنه عبد البهاء لقدسيته، وكذلك ادعى بهاء الله الإلوهية بعد ادعائه النبوة، وقبل ذلك ادعى أنه المهدى، وهذا التطور فى دعواه يظهر كذبه.
* إنكار البعث، فالعقيدة البهائية تنكر البعث ويؤولون يوم القيامة بأنه ظهور البهاء، كما ينكرون الجنة والنار، كما يعتقدون أن الثواب والعقاب إنما يكونان للأرواح فقط، كما أنكروا حقيقة الملائكة والجن.
* يعترفون بأن القرآن منزل من عند الله ثم يحاولون تأويل آية ختم النبوة بمحمد حتى يتثنى لهم الاعتراف بنبوة البهاء.
* الكتاب الأقدس (كتابهم المقدس الذين ادعوا أنه منزل على البهاء من عند الله)، أكد كل علماء اللغة ركاكته وضعفه، وأنا أدعو الجميع لقراءته لكى يعرفوا ما به من غش وخداع وزيف، وأنه عندما يحاول الاقتباس من القرآن يخرج الأسلوب عن النسق المطلوب.
* تدعوا البهائية إلى توحيد الأديان، تماشياً مع أفكار الماسونية العالمية، وهم يرون ضرورة توحيد جميع الأديان فى دين واحد هو البهائية، معترفين بالبوذية ومساواتها بالأديان السماوية الثلاثة، ونجد أن البهائيين لا يفرقون بين العبادات الأرضية أو السماوية.
* أسقطت البهائية تشريع الجهاد وحرمت حمل السلاح وإشهاره ضد الأعداء وقد تزامنت هذه الدعوات مع احتلال الغرب لمعظم الدول الإسلامية والعربية، وبالطبع كان الهدف خدمة الاستعمار وأعوانه، وقتل روح الكفاح والمقاومة، ودعوة للاستسلام للمستعمرين، وهذه من أهم الأهداف التى صنعت الفرق المنحرفة كالبهائية والقاديانية، وقد فطن السلطان عبد الحميد لجرم هذه الدعوة، مما جعله يبدأ فى مقاومتها.
* يقدس البهائيون العدد 19، والسنة عندهم 19 شهراً، وكل شهر 19 يوماً، مخالفين السنة الكونية والشرعية المتمثلة فى قوله سبحانه "إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً فى كتاب الله يوم خلق السموات والأرض"، والسؤال الذى يطرح نفسه ما هذا الدين الذى يقدس رقم ويقلب سنن الكون الذى سن الله إياها وأرستها كل الديانات السماوية.
* صلاة البهائيين تسع ركعات ثلاث مرات، والوضوء بماء الورد، وإن لم يجد، فالبسملة: بسم الله الأطهر الأطهر خمس مرات، وقبلتهم وحجهم إلى البهجة بعكا بفلسطين، حيث مدفن البهاء هناك، ويبطلون الحج للكعبة، بل وصل الأمر بهم بالتوصية بهدمه عند ظهور المقتدر من أتباعهم، كما أنهم لا يجيزون الصلاة جماعة إلا فى صلاة الجنازة، وذلك بالرغم من أنهم يؤكدون حقيقة شرعة الإسلام، لكنهم خالفوها مخالفة كاملة وابتدعوا عبادة ما أنزل الله بها من سلطان.
* حاول البهائيون أول الأمر أن يظهروا كفرقة إسلامية، ولكن بعد موقف الأزهر الشهير، الذى فند فيه زيف هذه الدعوة وببطلانها، وأصدرت لجنة الفتوى بالأزهر فتوى فى شهر ديسمبر من عام 2003م، ووصفت الفتوى المذهب البهائى بأنه وأمثاله من نوعيات الأوبئة الفكرية الفتاكة التى يجب أن تجند الدولة كل إمكاناتها لمكافحته والقضاء عليه•
واستند المجمع فى فتواه إلى فتاوى سابقة لكبار علماء الأزهر، وعلى رأسهم الشيخ جاد الحق على جاد الحق وفتوى الشيخ حسنين مخلوف مفتى الديار المصرية الأسبق، التى تؤكد أن من يعتنق البهائية مرتد عن الإسلام، وذلك لفساد عقيدته وخروجها على ما هو معلوم من الدين بالضرورة، ووصفت الفتوى الجديدة البهائية بأنها مذهب هدام•
علاقة البهائية بالصهيونية
إن علاقة البهائية بالصهيونية قديمة وحميمة، واحتضنها اليهود الذين توطدت صلتهم بها فى أدرنة بتركيا ثم فى فلسطين، وعاش جميع زعماء البهائية فى أحضان الحركة الصهيونية، وقد تجول عباس عبد الهادى، الذى تولى أمر البهائية عام 1892م فى أوروبا وأمريكا، واستضافته الكنيسة الإنجيلية والمحافل الماسونية والبيع اليهودية، وشكل محافل بهائية فى جميع أنحاء أوروبا بمساعدة اليهود والمستعمرين، وبنى علاقات مع جمعية (تركيا الفتاة)، التى تدعو إلى القومية الطورانية، وعزلت فيما بعد السلطان عبد الحميد•
عباس استقبل بنفسه الجنرال اللنبى بعد سقوط فلسطين بحفاوة بالغة وحصل منه على وسام فارس الإمبراطورية البريطانية، كما حضر عباس معظم المؤتمرات الصهيونية، كما أعلن فى أكثر من محفل تأييده لحق اليهود التاريخى والدينى المزعوم فى فلسطين، وعندما مات شيع جنازته الحاكم الإنجليزى الصهيونى لمدينة القدس، وتولى أمر البهائية من بعده ابن بنته شوقى أفندى ولقبه ولى الله، وكان أكثر ولاءً للصهيونية، ونشطت حركته بعد قيام دولة إسرائيل، كما أنشأ بمساعدة الكيان اليهودى أهم مركز دينى بهائى فى العالم، وفى سنة 1968م عقد البهائيون مؤتمرهم فى فلسطين المحتلة، وجاءت قراراته موائمة لكل الرؤى الصهيونية.
كما لابد من أن نعلم بداية البهائية كانت برعاية روسية وهذا ما أكدته سير أئمة البهائية وأتحدى أى بهائى ينكر الحقائق التى ذكرتها فى مقالى.
وهذه بعض الحقائق عن هذه الديانة التى يحاول أصحابها أن يجدوا لأنفسهم مكاناً فى خريطة العالم لينفذوا ما اتفقوا عليه مع شياطين الأرض من الصهاينة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة