رئيس هيئة السكك الحديدية يتسبب فى خسارة 6 ملايين جنيه فى 7 ساعات

ليس كلاماً عاطفياً القول بأن الثروة الحقيقية هم العمال، فهم القوة المنتجة، أى أنهم الرأسمال الأساسى الذى يغيب عن كثيرين ومنهم وزير النقل محمد منصور أن الاستثمار فيه هو عامل النجاح الأول.. ناهيك عن أن مطالب عمال السكك الحديدية عادلة وبسيطة.. وإلا فليقل لنا الوزير كيف يمكن أن نصدق تصريحاته حول تطوير هيئة السكك الحديدية وتحسين الخدمات فيها.. فكل ذلك لن يحدث فقط بالجرارات الحديثة ولكن قبلها البشر.. أليس كذلك يا سيادة الوزير؟!.

فشل المهندس محمود سامى، رئيس هيئة السكك الحديدية، فى إيقاف سيل الاعتصامات والإضرابات لسائقى القطارات، ومراقبى الأبراج والحركة خلال الأسبوعين الماضيين بالهيئة، والتى تسببت فى توقف حركة القطارات بالسكك الحديدية لمدة 7 ساعات، ونتج عنها خسائر مادية تجاوزت 6 ملايين جنيه، بسبب رفض رئيس الهيئة الاستماع لشكاوى العاملين والتهرب منهم، بل وصل الأمر للتنصل من وعوده السابقة لهم برفع حافز القيادة، وهو ما أدى إلى الاحتجاجات.

كشفت الإضرابات الأخيرة عن المعاناة الشديدة والحياة غير الكريمة التى يعيشها العاملون، سواء كانوا فنيين أو مراقبى أبراج أو عمال إشارات وحركة داخل الهيئة، عن تدنى الأجور والحوافز لتلك الفئة برغم المخاطر التى يتعرضون لها، فيقول حسن إبراهيم، عامل فنى بالهيئة: تم بتر ساقى اليمنى بعد تعرضى لحادث، فقد فوجئت أثناء عملى على قضبان السكة الحديد برجوع سائق القطار للخلف بدون وجود إشارة أو إعطاء إنذار سمعى، وقام بدهس ساقى، ونقلت لمستشفى الهيئة وتم بتر ساقى. فنحن نطالب برفع بدل طبيعة العمل من 70 % إلى 90 % من المرتب الأساسى أسوة بالسائقين، وكذلك رفع الأجر الإضافى وصرفه على المرتب الشامل ورفع الحافز المميز إلى 300 جنيه كحد أدنى وصرف بدل المخاطر وحافز بدل تأمين القطارات، إضافة إلى اعتبار يوم السبت إجازة رسمية، وزيادة بدل السكن. وأضاف: نحن أكثر فئة عاملة فى الهيئة من حيث المعاناة، فنحن نسهر 12 ساعة يومياً فى البرد القارس، متحملين مسئولية مراقبة حركة القطارات والمزلقانات، ونحن مسئولون كذلك عن تأمين أرواح آلاف المواطنين ومعرضون للسرقة والخطر يوميا، فالإشارات هى صمام الأمان فى السكة الحديد.

وقال أحد الفنيين، رفض ذكر اسمه، إن هناك من يحصل على حوافز تصل إلى 9000 جنيه، فى حين بلغت لفنيى الدرجة الأولى 110 جنيهات، والثانية 85 جنيهاً، والثالثة 70 جنيهاً فقط بعد إقرار الزيادة الأخيرة، بالإضافة إلى أنه يتم خصم 2 جنيه من كل عامل لصندوق نقابة العاملين بالهيئة ولا نستفيد به حتى فى حالات المعاش. مضيفا أن عهد الوزير السابق عصام شرف، كان أفضل بكثير، فالوزير محمد منصور، لم نره حتى الآن ويرفض تلبية مطالبنا، بل فصل بين جهاز المترو والسكة الحديد، وقام بتفضيل العاملين بجهاز المترو وصرف لهم جميع الحوافز والمستحقات ، وأكد أن الهيئة على صفيح ساخن، فرغم قرار الوزير بصرف 50 % من الحوافز فى أول السنة المالية، إلا أنها لن ترضى جميع العاملين بالهيئة.