هانى صلاح الدين

كفانا محاكمات عسكرية للمدنيين

الثلاثاء، 10 فبراير 2009 12:09 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا يختلف اثنان من أبناء مصر على المكانة الكبيرة للمؤسسة العسكرية ودورها المقدر فى حماية أراضينا، لكن بين الحين والأخر نجد أن المسئولين المصريين مصممون على الزج بها فى شئون مدنية، كتحويل المدنيين إلى محاكمات عسكرية، ويكفى أن نعلم أن هناك 37 قضية تم إحالتها إلى القضاء العسكرى منذ بداية التسعينيات حتى الآن، وقد بلغ عدد المتهمين فيها 1113 شخصا، وكانت آخر هذه القضايا ما عرف بقضية العائدين من غزة، والتى تم على إثرها تحويل أمين عام حزب العمل، الصحفى مجدى حسين والناشط الحقوقى أحمد أبو دومة، لمحاكمة عسكرية.

ولا يخفى على أحد أن معظم هذه القضايا ذات طابع سياسى، ويحاول المسئولون من خلالها الإجهاز على منافسيهم، بعيدا عن القوانين المدنية التى فى الغالب ستصُب أحكامها فى مصلحة المنافسين، ولكن إن كان النظام ينجح فى التخلص من منافسيه بهذه الطريقة، فهو فى نفس الوقت يخسر سمعته ويسىء لمصرنا الحبيبة.

وحتى الآن لا أستطيع أن أستوعب كيف يحاكم إنسان مدنى أمام محكمة عسكرية، فى قضايا سياسية مدنية بعيدة كل البعد عن القوانين العسكرية، ومن الغريب أن نجد أن هذه المحاكمات تطيح بكوادر وطنية وشعبية، الوطن فى أمس الحاجة لجهدهم الاقتصادى والسياسى، من أمثال مجدى حسين وخيرت الشاطر ومجموعة من شرفاء رجال عمال، الذين صدر بحقهم مجموعة من الأحكام الجائرة.


وعلينا أن نعلم أن تحويل المدنيين خاصة السياسيين منهم للمحاكمات العسكرية، يترتب عليه كثير من النتائج السلبية ومنها ما يلى:

* ازدياد حالة الاحتقان السياسى التى يسود الشارع المصرى، ومزيد من فقد الثقة بين الشعب والحكومة، وازدياد حالة الاضطراب، التى تجعل البيئة السياسية المصرية مرشحة لمزيد من المصادمات بين النظام والقوى المعارضة له.

*سوء سمعة مصر فى المحافل الحقوقية والدولية، ويكفى أن التقارير الحقوقية الدولية تضع مصر دوما فى خانة الخارقين للأعراف والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان.

* كما يترتب على هذه المحاكمات، حالة من الفزع والخوف فى أوساط الشباب، تجعلهم ينصرفون بالكلية عن العمل السياسى، منخرطين فى الإدمان أو أى شىء يهدر طاقتهم، خاصة وأنهم يرون شبابا كأبو دومة الذى لا يتجاوز عمره واحد وعشرين عاما، ماثلا أمام محاكمة عسكرية ومستقبله أصبح يخيم عليه ظلام السجون، بسبب مزاولته نشاطا سياسيا، وبالطبع انتشار هذا الشعور بين شبابنا من الممكن أن يجعل النظام مستشعرا بالراحة، لكن ذلك الأمر يهدد مستقبل مصر السياسى بندرة فى الكوادر السياسية.

* فى ظل حالة الكبت السياسى وسياسة العصا الغليظة، تتكون البيئة الصالحة للعنف والتطرف التى تجذب الشباب المتهور لها، وندخل من جديد فى دائرة العنف البغيض، الذى يدفع الجميع فاتورته، ويزعز أمن المجتمع وأمانه.

لذا نطالب العقلاء فى نظامنا، أن يراجعوا مواقفهم ويؤثروا مصلحة الوطن، ويبادروا بمصالحه سياسية، وينزهوا مؤسساتنا العسكرية عن خالفتهم السياسية مع معارضيهم، وأن يطووا صفحة المحاكمات العسكرية دون التفكير فيها تحت أى ظرف، حتى نتخلص من الاحتقان السياسى الذى نعيشه بكل معانيه.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة