محمد ثروت

أيها الصحفيون.. لا تمرضوا إلا فى الانتخابات

الثلاثاء، 08 ديسمبر 2009 09:39 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ستة شهور كاملة قضاها الزميل الصحفى والروائى الكبير محمد ناجى يعانى من تجاهل الدولة ونقابة الصحفيين، ولم يفكر أحد فى السؤال عنه أو الاطمئنان على صحته، وداء الكبد يعتصر غصنه اليافع، ولم يتلقَ مكالمة هاتفية كالتى يتلقاها الفنانون والفنانات، من المسئولين إذا مستهم نزلة برد عابرة، ومع تقديرى لهم ولمهنتهم الشريفة، إلا أن ما يجرى وما يحدث من اهتمام من جانب الدولة لمواطنين من أهل فئة معينة على حساب فئة أخرى، وتكفل الدولة بعلاجهم ورعايتهم رغم مواردهم وإمكاناتهم السخية، كما أن ما حدث من جانب الدولة ونقابة الصحفيين أمر لا يمكن أن يمر مروراً عابراً دون الوقوف عنده كثيراً.

مرض محمد ناجى فسارع زملاؤه الصحفيون والأدباء بجمع توقيعات تطالب بعلاجه على نفقة الدولة، ولم يجدوا صدى من مسئول فى الحكومة أو فى نقابته التى أفنى عمره منتمياً إليها لا يتكسب من مهنة أخرى سوى من قلمه، سواء كان صحفياً أم روائياً متميزاً.

لم يتبرع مسئول فى النقابة أو الحكومة ويرسل مجرد باقة ورد لمحمد ناجى أو يطالب بعلاجه على نفقة الدولة، إلا بعد الجولة الثانية من انتخابات نقابة الصحفيين، حيث تجرى الإعادة بين الأستاذين مكرم محمد أحمد وضياء رشوان على مقعد نقيب الصحفيين.

وكأن الحكومة والنقابة تقول لكل زميل صحفى عضو فى الجمعية العمومية لا تمرضوا إلا فى الانتخابات وتحديدا فى أيامها الحاسمة، حتى تلفت إليكم حكومتنا السامية ودولة رئيس الوزراء ونقابتكم التى تفتخرون بانتمائكم إليها وتشهرون أقلامكم فى وجه من يحاول المساس بها.

بينما نرى الحكومة المكلفة وفقاً للدستور المقدس والأسمى وباسم سيادة الشعب بالمساواة بين المواطنين جميعاً فى الحقوق والواجبات، تخالف روح الدستور وتميز بين المواطنين حسب مهنتهم ومدى ولائهم وانتماءاتهم السياسية، فيعالج النائب رجب هلال حميدة على نفقة الدولة، بينما يعالج المرحوم الدكتور عبد الوهاب المسيرى، على نفقة أمير عربى ويعالج المرحوم الدكتور محمد السيد سعيد على نفقة حكومة فرنسا الصديقة، وكل منهما كان معروفاً بمواقفه السياسية المعارضة للنظام مع حفاظهما على شرف الخصومة وتجنب التجريح والإساءة لأحد.

وأتذكر أن الصحفى الكبير الراحل أحمد أبو الفتح مؤسس جريدة المصرى وأحد أقطاب آل أبو الفتح، حسين ومحمود أبو الفتح الذين تبرعوا بأرضهم لنقابة الصحفيين وكانوا من أوائل مؤسسيها ضد الإرادة الملكية، مرض ولم يسأل عنه أحد فى الحكومة أو النقابة التى قضى زهرة شبابه فى سبيلها، حتى أن نجله محمد أبو الفتح حصل على مبلغ ضئيل جداً لعلاجه على نفقة الدولة قيمته خمسة آلاف جنيه فقط، عندما حضر محمد أبو الفتح إلى النقابة لتسلم الشيك الخاص بوالده، كان القدر أسبق وجاءته مكالمة بأن والده أحمد أبو الفتح فى ذمة الله.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة