إذا عدت إلى برامج المرشحين فى الانتخابات الماضية، منذ عامين، ستجد معظمها، وخاصة المرشحين لموقع النقيب، تفيض بالوعود الحارة للزملاء المحرومين من جنة النقابة، وانتهت الانتخابات ونجح من نجح وذهب كل شىء إلى عالم النسيان.
والمحرومون من جنة نقابة الصحفيين هم الزملاء الذين لم يرض عنهم رؤساء التحرير ومُلاك الصحف ليمنحوهم عقد العمل اللعين، وهو للأسف الشرط الأساسى، بل يمكنك القول إنه الوحيد حتى يحظى بشرف العضوية.. رغم أن هؤلاء الزملاء يمارسون العمل وفى أحيان كثيرة لسنوات طويلة، ولكن الأعراف الفاسدة فى نقابتنا لا تعترف بالممارسة.
والنتيجة المأساوية هى أنهم يعملون بلا أى حماية من أى نوع، ليست هناك أجور محترمة، بل وفى الأغلب الأعم يعملون بلا أجور، ويمكن طردهم لأى سبب، وفى أحيان كثيرة بلا أسباب، رغم أن بعضهم يعمل منذ سنوات فى طاحونة لا ترحم.
هذا الانتهاك الفاضح لزملائنا يتم فى كل المؤسسات الصحفية، التى تهيمن عليها الحكومة أو المعارضة أو رجال الأعمال، بل يمكنك القول بضمير مطمئن إن أوضاعهم أكثر سوءا فى المؤسسات التى يرفع رؤساء تحريرها ومُلاكها راية المعارضة.
الحالات كثيرة، منها مثلا ما حدث مع الزملاء والزميلات فى جريدة المسائية، والذين عملوا بلا أجور، وعندما تم دمج هذه الجريدة مع مؤسسة الأهرام تم طردهم إلى الشارع .. ولم يفكر النقيب الأستاذ مكرم محمد أحمد أو أيا من أعضاء المجلس أن يساندهم ولو معنويا، بل وتم التعامل معهم وكأنهم ليسوا صحفيين من أساسه.
والأمر لا يقتصر على هذا المجلس ونقيبه، ولكنه يحدث مع كل المجالس السابقة، بما فيها المحسوبة على المعارضة. وعندما سألت الأستاذ مكرم عنهم أثناء زيارته الأخيرة لمؤسسة اليوم السابع، قال لى إن هناك لجنة كادت تنتهى من مشروع حماية هؤلاء الزملاء والزميلات وأنه ينوى تفعيل هذه الضوابط فى حالة فوزه فى الانتخابات.
وهى إجابة مرضية، لكنها لا تخلو من شبهة الدعاية الانتخابية، وخاصة أن برنامج الأستاذ مكرم الذى وزعه لم يشر إليهم على الإطلاق.. ربما لأنهم عبيد ليس لهم أصوات فى هذه الانتخابات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة