هانى صلاح الدين

حظر المآذن وحرية الغرب "اللولبية"

الأربعاء، 02 ديسمبر 2009 12:10 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الحرية والديمقراطية وحرية العبادة والمعتقدات، كلها شعارات تشدق بها الغرب على مدار عشرات الأعوام ، بل استخدمها لابتزاز دولنا العربية والإسلامية، ولعل خير دليل على ذلك مواقف المنظمات الغربية من مطالب أقباط المهجر سواء فى أمريكا أو أوروبا، ولكن عندما وضعوا هؤلاء على المحك ظهروا بوجههم القبيح، وحقيقتهم التى حذرنا منها مرارا وتكرارا.

لقد أظهرت نتيجة الاستفتاء التى أجرته السلطات السويسرية حول حظر المآذن، حقيقة النوايا الغربية تجاه الإسلام والمسلمين، فقد صوت ما يقرب من57 % من السويسريين فى استفتاء الأحد الماضى لقرار حظر المآذن، مؤكدين عنصرية الغرب ورفضهم إعطاء المسلمين حقهم فى ممارسة شعائرهم.

إنه الحقد والكراهية التى دفعت ذلك المتطرف الألمانى لقتل مروة الشربينى. إنه موروث العداء الذى دفع الأمريكان للتضييق على كل ما هو إسلامى تحت مظلة ما سموه محاربة الإرهاب والتطرف.

وهنا أريد أن أتساءل: ماذا سيكون موقف الغرب لوتم حظر أجراس الكنائس فى الدول الإسلامية أو مصادرة المعابد اليهودية؟ مع العلم أن الإسلام حرم على المسلمين المساس بأماكن العبادة لأى ديانة سماوية، وأعطى لهم كامل الحرية فى التعبد وممارسة شعائرهم الدينية، وحرم على المسلمين أيضا أى أذى معنوى أو مادى لأهل الكتاب، بل وأعطاهم حرية المواطنة الكاملة فى الدول الإسلامية.

كما علينا جميعا أن نعترف أن اليمين المتطرف أصبح مطلق اليد فى الغرب، ويشكل الرأى العام هناك، وقد تنامى هذا التيار خلال العقدين الأخيرين، وأصبح مؤثرا بقوة فى القرار السياسى، ولعل ما قامت به الأحزاب اليمينية الأوروبية من ترحيب بنتائج الاستفتاء على مبادرة "حظر بناء المآذن" بسويسرا، بل ودعوة بعض الأحزاب لاستفتاءات مماثلة فى بلادها، وفى مقدمتها حزب "الحرية" اليمينى المتطرف بزعامة النائب الهولندى صاحب فيلم "فتنة" المسيء للإسلام جيرالد فيلدرز، خير دليل على ذلك.

ولابد أن نعرف أيضا أن سبب كل هذا العداء للإسلام والمسلمين فى الغرب يعود لسرعة انتشار الإسلام فى هذه الدول، ولعل خير دليل على ذلك ما قاله المتطرف الهولندى فيلدرز صاحب فيلم الفتنة:"للمرة الأولى أعرب المواطنون فى أوروبا عن معارضتهم للأسلمة"، وأيضا ما قاله ماريو بورجيزيو النائب بالبرلمان الأوروبى عن حزب رابطة الشمال الإيطالى اليمينى يؤكد ذلك، حيث قال "إن راية سويسرا الشجاعة التى تريد أن تبقى مسيحية حلقت فوق محاولات أسلمة أوروبا!!"، وذلك بحسب ما نقله راديو هولندا عنه، بل ما قام به قس ألمانى من حرق نفسه فى أحد ميادين ألمانيا اعتراضا على انتشار الإسلام "بسرعة البرق" بين الأوروبيين يعد دليلا واضحا على الحالة الهيستيرية التى وصل إليها هؤلاء المتطرفون الغربيون .

بل وجدنا أن بعض المسئولين الأوروبيين أمثال فولفجانج بوسباخ، القيادى البارز فى حزب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل "الاتحاد المسيحى الديمقراطى"،أكد أن حظر المآذن بسويسرا جاء نتيجة لأسلمة سويسرا، مضيفًا أن هذا الخوف موجود فى ألمانيا أيضًا، ويجب أن يؤخذ على محمل الجد؟

إنه توتر مخلوط بخوف وحقد، يدفع هؤلاء إلى إظهار العداء بهذه الصورة الفاضحة لكل ما هو إسلامى، ولا يبقى لنا إلا أن نزداد تمسكا بحقنا فى الدفاع عن إخواننا فى الغرب ونفعل كل ما نملك من وسائل سلمية من أجل صد هؤلاء المتطرفين، وإجبارهم على احترام معتقداتنا.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة