بينما كنت أستعد للرحيل بعد يوم طويل من العمل الشاق بجريدتى، تطايرت الأخبار بأن "العدرا" ظهرت من جديد بمنطقة شبرا، وتجمع الآلاف من إخواننا الأقباط ليشاهدوا المعجزة، وبالفعل تأكدت أن آلاف الأقباط توجهوا إلى مسرح الأحداث مهللين مكبرين مطالبين "العدرا" بالظهور.
لكن للأسف الشديد لقد خذلهم هذه المرة صبية الليزر، واكتفوا بإظهار مجموعة من الحمام الذى وصفوه مشاهدوه بأنه مضىء فوق منارات الكنيسة، وعلى الفور ردد المتجمعون هناك "مش عاوزين حمام عاوزين العدرا تبان"!.
وقد حاول رجال الكنيسة هناك أن يقنعوا من تجمعوا بأن هذه هى بداية الظهور، ووقف الجميع ينتظر، لكن للأسف لم يحدث المراد، وتدخل رجال الأمن لتفريقهم وانتهى الحدث عند هذا الحد، لكن شد انتباهى ما يأتى:
*كيف تجمعت كل هذه الأعداد فى دقائق معدودة، لثانى مرة خلال 10 أيام، خاصة أن الذين يتوافدون لمكان الحدث، من أماكن متفرقة وبعيدة كل البعد عن وقوعه، وهنا يظهر لنا جليا أن هناك أيدى خفية تتلاعب بوضوح بتدين البسطاء من إخواننا المسيحيين، وتريد بين الحين والآخر إثارة البلبلة، تحت دعوى تثبيت الإيمان.
* إن الذين يتصدرون المشهد دوما فى مثل هذه الأحداث بعض رجال الدين، وكان من المنطقى أن يجروا تحقيقا كما هو متعود عليه فى ذلك الأمر، ويخرجوا لنا ببيان يوضح موقف الكنيسة الأرثوذكسية من مثل هذه الأحداث، خاصة وأن الكنيسة الإنجيلية نفت وجود أصل لذلك فى الكتاب المقدس، ولا أدرى لمصلحة من هذا التسويف، بل لماذا تصمت الكنيسة فى مثل هذا الموقف الذى يحتاج لتوضيح مفصل لحدث يشغل الرأى العام.
* كما أريد أن أتساءل لماذا تظهر مثل هذه المشاهد، عقب أحداث الفتنة فى صعيد مصر؟ بل لماذا تزامنت مع تحركات أقباط المهجر المشبوهة فى الخارج وتظاهرهم؟ بل لماذا طفت على سطح الأحداث فى مصر فى الوقت الذى يعانى الأقباط الأرثوذكس من تحول كثير من شبابهم للمذاهب الأخرى؟ مجموعة من الأسئلة مازلت لا أجد لها ردوداً.
وأخيرا أريد أن أُكد على حقيقة أن العذراء مريم البتول رضى الله عنها وأرضاها، لها عندى وعند كل مسلم مكانة عظيمة، فالإيمان بطهرها ومكانتها عند الله وبرسالة المسيح عليه السلام جزء من عقيدتى كمسلم، كما يعلم الكل أن القرآن أفرد لها سورة باسمها، لذا أجد أن التلاعب بهذا الرمز الجميل العظيم عند المسلمين والمسيحيين جريمة، لابد أن نتصدى لها جميعا، كما أستشعر أن خلف هذه الأحداث أصابع خبيثة، تحاول أن تتلاعب بأمن المجتمع واستقراره، وعلينا جميعاً أن نطالب بتحقيق مفصل من أجل إظهار هذا الأمر على حقيقته.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة