بالرغم من أن النتائج المعلنة فى انتخابات نقيب الصحفيين، نصبت الأستاذ مكرم محمد أحمد نقيبا للصحفيين، إلا أنى مازلت أرى أن الفائز الحقيقى فى هذه الانتخابات الزميل ضياء رشوان، فقد حقق بترشحه لهذا المنصب مجموعة من المكاسب سواء للصحفيين عامة والمتعطشين منهم للتغيير خاصة.
فقد نجح الرجل فى تحريك ماء النقابة الراكد، وأشعر الصحفيين المعارضين له والمؤيدين بمدى أهمية أصواتهم الانتخابية، بل وأخرج البعض من سلبيتهم، مضيفا لرصيد العمل النقابى رصيدا من الإيجابية والتفاعل لن ينساه له أحد.
كما نجح الرجل فى إحياء الأمل لدى الصحفيين فى التغيير، والتف حوله شباب وشيبة من الصف الصحفى، كما ناصرته قمم صحفية ذات تاريخ مشرف، وأصبح ضياء يمثل لنا جميعا شعاع الأمل فى تغيير واقعنا الأليم، ويؤكد لنا أن غدا سيكون لا محالة، لمن يريد أن ينقذ الوطن من نظام فاسد يحاول شراء الذمم وتكميم الأفواه.
بل علينا جميعا نعترف أن صمود ضياء رشوان ومناصريه، كشف الكثير من رؤساء تحرير الصحف الحكومية على حقيقتهم، فقد خاضوا هذه المعركة بكل شراسة مستخدمين كل الوسائل، من أجل إنقاذ مناصبهم، وبالرغم من ذلك خالفهم الكثير من مؤسساتهم، وتمسكوا بمبادئهم، رافضين سيف المعز وذهبه.
كما علينا أيضا أن نعى أن ما حدث بنقابة الصحفيين، لم يقف أثره عند حدود النقابة وأعضائها، فقد وجد هذا الحدث اهتماما واسعا من رجل الشارع العادى، وقد سمعت بأُذنى بعض البسطاء من بلدتى التى تقع فى حضن الصعيد، يلهثون بالدعاء لكى يفوز ضياء رشوان، وعندما سألتهم لما كل هذا الاهتمام، كانت الإجابة أنه رمز للتغير، وأمل فى إحداث نهضة صحفية حرة، لا تقيد بحسابات للنظام.
لقد نجح ضياء رشوان فى حماية الصحفيين من ذل التزكية، وأجبر الحكومة على رد حقوق الصحفيين، فما كان لنا أن تقدم الحكومة لنا هذه المكاسب -إن صدقت فى وعودها- إلا بسبب شعورها بالخطر، ودقة موقف مرشحها خاصة فى الجولة الأولى.
لقد نجح ضياء فى الصمود لآخر لحظة فى وجه دولة، سخرت كل إمكانياتها للإطاحة به، واستخدمت كل أسلحتها من أجل إسقاطه، مطيحة بكل أشكال تكافؤ الفرص بين المرشحين، ضاربة بكل حقوق المواطنين فى المساواة عرض الحائط.
كما نجح ضياء فى أن يثبت أن وحدة الصحفيين، ولم شمل الجماعة الصحفية أعلى بكثير من أى أهداف فئوية أو شخصية، فقد قام الرجل بعد إعلان النتائج برفع صورة الأستاذ مكرم محمد أحمد، هاتفا، بوحدة الصحفيين، ومطالبا بتعاون الجميع من أجل رفعت نقابتنا الغراء، وحمايتها من أى انشقاق، فمبروك لك ضياء كل هذه المكاسب، وشكرا لك فقد علمتنا الكثير من الدروس التى أتمنى أن يعيها الآخرون.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة