لقد تعاملت الحكومة بكل سخاء مع مرشحها الأستاذ مكرم محمد أحمد، رافعة شعار "دهب يقوت المهم مكرم يفوت"، ووجدنا أنها فتحت كنوزها، وأغرقتنا فى وعودها، من أجل أن تقنع الجميع بأن استمرار مرشحها فى منصب النقيب سيفتح لكل الصحفيين أبواب الخير والمستقبل.
وقد توالت رسائل المحمول على مدار ساعات يوم أمس، على الصحفيين لتبشرهم بهذه المنح، فرسالة حملت نبأ زيادة البدل وصرفه مع بدل شهر يناير، وأخرى أكدت خفضا لقيمة الوحدات السكنية بمدينة 6 أكتوبر لأقل من 1500 جنيه للمتر، وثالثة أعلنت منح الصحفيين 700 "لاب توب"، ورسالة أكدت أن الأستاذ مكرم استطاع بمساعدة رؤساء تحرير بعض الصحف الحكومية حل مشكلة زملائنا بصحيفة الشعب، عن طريق تعيينهم، كما حملت رسائل أخرى وعود كثيرة بمزيد من الامتيازات فى حالة نجاحه.
وأنا مع كل امتياز أو حق يعود للصحفيين، لكن المستفز، أن كل هذه المنح والهبات الحكومية لم تأت إلا فى أجواء صفقة مشبوهة، تحاول الحكومة أن تفرضها علينا، ومن خلالها تستطيع الاستيلاء على نقابتنا وحرية الصحفيين.
وهنا أريد أن أنبه لبعض الحقائق، ومنها أن أستاذنا مكرم محمد أحمد خسر الكثير من رصيده لدى الصحفيين، بسبب ارتمائه بهذا الشكل فى أحضان النظام، كما أن تصريحاته بجولاته الانتخابية خرجت عن مبادئ اللياقة المهنية، فتارة يتهم ضياء بأنه غير مهنى، وتارة يحسبه على تيار الإخوان المسلمين، وتارة يتهمه بعدم المصداقية، وتارة يشكك فى خبراته وقدراته.
والحقيقة الثانية أنه تأكد لنا جميعا أن هبات الحكومة تستهدف أشياء أكبر من هذه الانتخابات، ولابد أن نعى أن رد الجميل من الأستاذ مكرم للحكومة سيكون ثمنه باهظاً، وأقلها أن يقوم بتسليم هذه النقابة بكل صحفييها لها، لتفعل بهم ما تشاء خاصة فيما يتعلق بموقف النقابة تجاه قضايا الإصلاح والحريات.
كما على رؤساء تحرير الصحف الحكومية أن يعوا، أن كل ما قاموا به من ضغوط واضطهاد لمناصرى ضياء رشوان، سيكون له ردود فعل، لن يتوقعها هؤلاء الأشاوس، الذين أعلنوها حربا لا هوادة فيها، واستخدموا فيها كل الأسلحة المرفوضة بموجب ميثاق الشرف الصحفى.
إن ما تشهده هذه الانتخابات، من ضغوط حكومية ورشاوى انتخابية، فاق كل الحدود، ولكن يقينى بالرغم من المخاوف التى تراود الكثير منا، أن السحر سينقلب على الساحر، ويؤثر الصحفيين الإشراف مصلحة نقابتنا، وسيلقنون هذه الحكومة ومرشحها، درسا قاصيا من خلال صناديق الاقتراع يوم الأحد القادم إن شاء الله.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة