"لن تشاهدوا محجبات فى التليفزيون، لأن الأساس أن مذيعات التليفزيون غير محجبات، ولأن كشف الشعر جزء من ثقافة المجتمع".. هذه الكلمات ليست لرئيس فضائية غربية، أو قناة عنصرية، أو حتى قناة صهيونية، لكنها تصريحات مستفزة من رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون المصرى الجديد أسامة الشيخ، والذى حرص منذ اختياره لهذا المنصب على إظهار عدائه لمظاهر التدين وعلى رأس ذلك الحجاب.
فالرجل أراد أن يرتقى سلم المناصب، من خلال فتح النار على مظاهر التدين، لكنه للأسف أطلق تصريحاته المستفزة متناسياً الواقع الذى يعيشه المصريون.
فالشيخ أكد، خلال تصريحاته، أن ارتداء الحجاب يخالف ثقافة المجتمع، ولا أدرى فى أى شوارع يسير الشيخ، أم نظارة المناصب السوداء أخفت عليه أن أكثر من 90% من المصريات محجبات، بل تناسى الشيخ أن المادة الثانية فى الدستور تؤكد أن الشريعة الإسلامية هى المصدر الرسمى للتشريع، وأن كل فقهاء الأمة أجمعوا على فرضية الحجاب.
إن تصريحات الشيخ أشعرتنى أنه يريد العودة بعقارب الزمان للخلف، وكأنه لا يرى كم المذيعات المحجبات المنتشرة بالفضائيات المختلفة، حتى الغربية منها، كما لا أعلم لماذا يحاول الشيخ أن يتحدى أحكام القضاء، فهو يعلم أن هناك إحكاماً متعددة أكدت أحقية المذيعات فى ارتداء الحجاب، مثل الأحكام التى حصلت عليها المذيعات، مثل مها مدحت التى نجحت فى اقتناص الحق فى تقديم برنامج دينى، والمذيعة هالة المالكى التى حصلت على حكم من القضاء بعودتها إلى شاشة تليفزيون القناة الخامسة، والمذيعة أميرة أحمد مقدمة نشرة.
وعلى الشيخ أن يعلم أن مواقفه هذه تتنافى مع أقل درجات الحرية، فهل يجرأ على منع ظهور المذيعات بالملابس شبه العارية، بل هل يستطيع الشيخ أن يتصدى لما يعرض على شاشة التلفاز من مشاهد ساخنة تهتك الذوق العام، وتنشر الرذيلة بين المراهقين، وتتنافى مع قيمنا وأخلاقنا؟.
إنها تصريحات لا يسعنا أن نعلق عليها إلا بقولنا، عيب عليك يا شيخ، انظر حولك فأنت تعيش فى مجتمع تحكمه قيم الحشمة والتدين.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة