مرت فعاليات مؤتمر الحزب الوطنى بعد ضجيج وعلو حس سياسى، حرص كل أعضاء الوطنى على المشاركة فيه، وكان من الملاحظ أن مؤتمر هذا العام كان له مجموعة من الأهداف على رأسها:
* التأكيد على أن التوريث أصبح شعار الحزب فى المرحلة القادمة، وأن الكل حرص خلال المؤتمر على تلميع السيد جمال مبارك، ولعل ما قاله النائب الهمام أحمد عز خير دليل على ذلك، حيث وصفه بأنه مفجِّر ثورة التطوير والتحديث فى الحزب..
ولا أدرى أى تطوير طرأ على الحزب خلال المرحلة الماضية؟! وماذا قدم الوطنى للشعب حتى الآن ، سوى مزيد من الفقر لمحدودى الدخل، والموت فى القطارات وعلى الطرقات ، ورفع الأسعار، واحتكار بعض رموز الوطنى السياسية لسلع أساسية، مما زاد الأعباء على شعبنا.
* كما استهدف الوطنى فى مؤتمره تشويه صورة المعارضة بشكل عام، والإخوان المسلمين بشكل خاص، حيث صب أعضاء الوطنى خلال مؤتمرهم جم غضبهم على كل معارض، وخاصة النائب أحمد عز الذى ظهر بمظهر الفارس المقاتل دفاعا عن الوطنى ، وشارك معظم الأعضاء بكل قوة فى الهجوم على قوى المعارضة المصرية، وبالطبع كل ذلك من أجل التمهيد للانتخابات البرلمانية القادمة، فقد حاول مؤتمر الوطنى اغتيال المعارضة سياسيا وتشويه صورتها أمام الرأى العام.
* ظهر بوضوح من خلال فعاليات المؤتمر، أن المرحلة القادمة ستشهد مزيدا من تسلط النظام، كما سيتم إتاحة الفرصة للأجهزة الأمنية للانقضاض عل كل القوى السياسية وعلى رأسها الإخوان المسلمين ، حتى تخلو الساحة السياسية أمام الحزب الوطنى فى الانتخاب البرلمانية والرئاسية القادمة ويفعل ما يشاء، ولعل الهجوم الحاد عل القوى السياسية ما هو إلا ضوء أخضر للجهات الأمنية لممارسة كل ألوان الضغوط على هذه القوى.
*كذلك ظهر بوضوح أن الوطنى استهدف خلال مؤتمره إظهار إنجازاته الوهمية، بل وصل الأمر بأعضائه بالثناء على أداء حكومة نظيف، وتجديد الثقة فيها بشكل ضمنى، بالرغم من أن دماء ضحايا قطار العياط لم تجف بعد، وما ذلك إلا دليل واضح على أن النظام المصرى لن يقدم على أى إصلاحات تصب فى مصلحة المواطنين خلال المرحلة القادمة، كما دفن الوطنى فى مؤتمره الأخير قضية الإصلاح السياسى، ورفع شعار لا صوت يعلو على صوت معركة الانتخابات البرلمانية القادمة، حتى يستطيع أن يلتهم فريسته بشكل منفرد على أنغام كره الشعب كله سماعها.
ولكن علينا ألا نفقد الأمل، فمهما طال ليل التسلط، بشائر الفجر تلمع فى سماء الوطن.. ومصر لم تشهد حراكا وطنيا كهذا الذى تشهده الآن.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة