أينما ذهبت فى الوسط الصحفى يوجه الكثير من الزملاء هذا السؤال: هل ستنتخب مكرم محمد أحمد أم ضياء رشوان؟
أيا كانت الإجابة، يدور النقاش حول التوجهات السياسية لكليهما، فإذا اخترت الأستاذ مكرم فسوف ينظر لك مؤيدوه باعتبارك رجلا عاقلا، أما معارضوه فسينظرون لك باعتبارك موالٍ للسلطة الحاكمة حتى تحصل على منافع مثل السكن أو زيادة البدل وغيرها.
إذا قلت سأنتخب الأستاذ ضياء فهذا يعنى أنك لا تريد مصلحة الصحفيين لأنك تؤيد مرشحا لن يستطيع أن يأتى بأى خدمات لأنه محسوب على المعارضة، وسينظر لك المعارضون باعتبارك بطلا لأنك ترفض السلطة الحاكمة.
ولأن صياغة السؤال هى التى تحدد الإجابة، ولذلك فهذا السؤال خطأ للأسباب الآتية:
1- الأمر لا علاقة له بالتوجه السياسى للمرشح، فهذا حقه، سواء كان مؤيدا أو معارضا للسلطة الحاكمة.
2- الانتخابات على موقع النقيب لا علاقة لها بالسياسة بالمعنى المتداول، ولكنها مرتبطة ببرامج تخص كل الصحفيين أيا كانت توجهاتهم السياسية، بمعنى أن زيادة الحد الأدنى للأجور لو حدثت، فلن يستفيد منها المؤيدون وحدهم أو المعارضون وحدهم، ولكن سوف يستفيد منها الجميع ومنهم بالطبع غير المحسوبين على أى تيار سياسى، بما فيها الحزب الوطنى.
3- كما أن الأمر لا علاقة له بالأشخاص، رغم أن الصفات الشخصية تلعب دورا مهما، ولكنها فى النهاية عامل مساعد، فالأصل هو البرنامج الانتخابى، والمفاضلة بين برنامج وآخر ليس على أساس الوعود، فقد شبعنا منها، ولكن بضرورة أن تتضمن الآلية التى ستمكن المرشح فى حالة فوزه من تحقيقها.
4- كما أن الأمر لا علاقة له بالأجيال، فهى مثل الصفات الشخصية يمكن أن تكون عاملا مساعدا، ولكنها وحدها لا تكفى، فصغر السن ميزة، ولكن المستحيل اعتبارها كذلك أبناء هذا الجيل، ولنا فى الحياة السياسية عبرة، فهناك الكثير من أبناء هذا الجيل خرجوا من أحزابهم الأصلية لأنها مستبدة ودكتاتورية.. إلخ، ولكنهم بنوا أحزابا لا تقل استبدادا عن العواجيز.
إذن فالفيصل هو مصالح كل الصحفيين بكل أطيافهم، من يقترب منها نؤيده .. ومن يبتعد عنها نحجب صوتنا عنه.
أليس كذلك؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة