أثار اندهاشى تصريحات وزير الإعلام المصرى أنس الفقى للفضائيات، التى أكد فيها أن مصر كان لديها معلومات حول إقبال الجماهير الجزائرية على شراء الأسلحة البيضاء من السودان قبل المباراة الفاصلة.
وهنا لابد أن نتوجه للحكومة المصرية بمجموعة من علامات الاستفهام، فإذا كان لديها معلومات بأن جماهير الجزائر أقبلت على شراء الأسلحة البيضاء، فلما سمحوا لجماهيرنا بالذهاب للسودان؟ ولما لم تتخذ الحكومة المصرية الإجراءات اللازمة لتأمين أبنائنا هناك؟ وهل كانت الحكومة تنتظر وقوع هذه الكارثة حتى تبدأ التحرك؟ بل لما لم ترسل الحكومة وحدات من الأمن المركزى الذى تستخدمه ليل نهار فى مواجهة المطالبين بالإصلاح السياسى؟ ولما لم تنسق الحكومة المصرية مع الأمن السودانى وتأخذ كافة الضمانات الكافية لحماية أبنائنا إذا تعثر إرسال قوات شرطة مصرية هناك؟
ومن العجيب أيضا أننا وجدنا أن كبار المشجعين من السادة الوزراء ورجال الأعمال والحزب الوطنى، بعد المباراة واشتعال الأحداث قاموا بالفرار فورا على طائراتهم الخاصة، تاركين المشجعين المصريين يواجهون مصيرهم وأسلحة متعصبى الجزائر.
وقد أعجبنى كثيرا مداخلة الفنان الكبير محمد صبحى على برنامج القاهرة اليوم أمس الأول، والذى استنكر فيها موقف الكبار الذين لاذوا بالفرار، حيث أكد أنه إذا خرج بفرقته الفنية لأى بلد، لا يغادر مكانه إلا بعد الاطمئنان على جميع أفراد فرقته، وبالطبع ذلك بعكس ما قام به كبار رجال الدولة الذين فكروا فى النجاة بأنفسهم تاركين باقى المشجعين يواجهون مصيرهم المجهول.
إن ما حدث لأبنائنا بالسودان يؤكد أن النظام المصرى أصبح غير قادر على حماية رعاياه بالخارج، فهو نظام شاخ وضاعت هيبته بين الدول العربية، وليس معنى كلامى أننا فى حاجة لمواجهة مع الجزائريين، لكن الدور المصرى العربى أصبح متراجعا لدرجة أن الأنظمة والشعوب استخفت به، وبالطبع فاتورة هذا التراجع يدفعه أبناؤنا سواء فى السودان أو الجزائر أو حتى فى الخليج العربى.
لقد هان المواطن المصرى على النظام، فهان على الجميع، وأهدرت الحكومة كرامتنا فأضاع الجميع حقوقنا، ولعل ما تعرض له المصريون بالسعودية والكويت وغيرها من دول الخليج من إهانات دون أى تحرك مصرى دبلوماسى يعد نموذجا واضحا على خذلان النظام لرعاياه.
كما أرى أن الإجراءات التى اتخذتها حكومتنا الرشيدة سواء على الصعيد السياسى، أو الدبلوماسى ماهى إلا تحركات على استحياء لحفظ ماء الوجه.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة