الأيام التى سبقت المباراة، كان الجميع على موجة واحدة، يشدون على أيدى بعضهم بنظرات الثقة فى الفوز، لم يجمع الناس على أمل إلا فى هذه المباراة، كنت تجلس أمام التليفزيون والأغنيات الوطنية «التى أصبحت عزيزة» ترفرف على لاعبيك مع الأعلام فى مباريات سابقة، مع جمهور يفرح القلب، كانت عيناك «ترغرغان» لأسباب غامضة، ولكنك لا تعرف من أين جاءت الثقة فى الفوز، لم تفكر فى لحظة واحدة فى شكلك وأنت مهزوم، لم تكن مستعداً يوم السبت الماضى لهزيمة جديدة، لم يخيب اللاعبون أملنا، كانت الرغبة والثقة هذه المرة فى تجاوز الفشل، حسن شحاتة واحد من الناس، ولم يخذلهم، فى هذه المرة كان من الصعب أن يخذلنا، لاعبوه يعرفون أحوالنا، يعرفون أن النصر اختراع مصرى، وأن العلم الوطنى يستحق أن يظل مرفوعاً، حتى لو فى مباراة، الإنجاز كبير، ونتاج جهد ودأب وروح جماعية رائعة، إنجاز يمهد لحسم مباراة الغد ضد الجزائر فى السودان، نحن فى هذه اللحظة الأفضل فى المستطيل الأخضر، رغم المطبات «البايخة» التى تواجه الجمهور، الجمهور الذى نام سعيداً ليلة المباراة وهو واثق فى المستقبل، مستقبله فى كرة القدم، اللعبة التى لا تعترف إلا بالموهبة، الموهبة التى رعاها حسن شحاتة، ووثق بها، وأقنعنا بها، عصام الحضرى يستحق أن يلعب فى جنوب أفريقيا ليشاهده العالم، وهو يختتم أيامه فى الملاعب، جيل تخصص فى رصف الشوارع بالفرح، فى القاهرة يوم السبت كان فرحا غامضا يمشى فى الأسواق قبل المباراة، فرحا له تاريخ ويحتاجه المشجع الذى فقد الثقة فى ساقيه، ولكنه واثق فى عماد متعب وعمرو زكى وأحمد فتحى وسيد معوض وأبوتريكة، واثق فى رغبة أولاده فى إحراز الأهداف نيابة عنه، نجح حسن شحاتة لأنه رجل طيب، يلعب بروح المدرب لا المدير الفنى، يحرص لاعبوه على الارتجال لكى يستمتع هو باللعب، يلعب معهم، تشعر أنه أحد المشجعين أيضاً لست مضطراً لاستعادة شريط المباراة لكى تتأكد أنك كنت الأفضل، لأنك جئت من أزمنة بعيدة جمعت الناس فى لحظة نادرة على هدف، وأحرزت هدفين، وكان من الممكن أن يكمل الموهوب بركات المعجزة، الفريق الوطنى ثأر من فريق الجزائر الشقيق، الفريق يضع المصريين - فى الملعب - فى مصاف الأعداء، لا تفهم لماذا؟.. نحن نحبهم ولم «نأكل منابهم»مرة واحدة فى التاريخ، هزمناهم لأنهم فكروا فى شىء آخر غير اللعب، ونحن لعبنا بروح طفولية وبعزيمة الرجال، هزمناهم لأننا الأفضل أفريقيا منذ خمس سنوات، ولم نتجاوز فى حق أحد، ونمتلك أفضل جيل فى اللعبة مصرياً وأفريقياً وعربياً، جيل تخصص فى إحراز الأهداف.. الأهداف التى نحتاجها أكثر فى السنوات القادمة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة