تمر علينا ذكرى الاحتفالات بأعياد نصر أكتوبر هذا العام ونحن جميعا نعتصر ألما، بسبب الحفريات الخطيرة التى يقوم بها الكيان الصهيونى تحت المسجد الأقصى الشريف بالأراضى الفلسطينية، مستهدفين هدمه وبناء هيكلهم المزعوم.
وكعادة اليهود عبر تاريخهم يتجبرون فى الأرض، ويملأونها فسادا، إذا لم يجدوا من يتصدى لإعمالهم الإجرامية، وهذا ما يحدث بالفعل على أرض فلسطين، ففى ظل غياب الوحدة العربية والإسلامية، يقوم اليهود بأبشع عمليات حفر تحت المسجد الأقصى، ولعلنا شاهدنا جميعا أثار هذه الحفريات التى اقتربت من المسجد، وأصبحت قاب قوسين أو أدنى من تحقيق هدفها.
ويحدث كل ذلك تحت سمع وبصر العالم دون أن يتحرك للمنظمات العالمية ساكن، وذلك بعد إصابة قادة الأمة الإسلامية بالبكم، فكان زعماؤنا فى الماضى يملأون الدنيا استنكارا وصراخا وعويلا عندما يتعرض المسجد الأقصى لأذى، وإن كان ذلك لا يجدى لكن يؤكد أن الحياة مازالت تدب فى السادة أمراء وملوك ورؤساء الدول الإسلامية، أما الآن فقد استكثر أصحاب الفخامة هذا الدور على أنفسهم، فألزموا أنفسهم الصمت واكتفوا بمناشدة وزراء خارجيتهم للصهاينة أن يمنوا على أمتنا بوقف الحفريات، حتى لا تشتعل شوارعنا بالمظاهرات، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل جند فخامتهم أجهزة أمنهم للتصدى لأى مظاهرة تخرج للتنديد بهذه الحفريات، واستخدموا أبشع الوسائل لقهر المتظاهرين، ولا أدرى لمصلحة من استمرار هذه المهزلة.
لقد ألهب قلبى كلمات الشيخ المجاهد رائد صلاح قائد الحركة الإسلامية لعرب 48، التى وجهها للأمة منذ أيام قليلة، وأكد فيها أن أبناء فلسطين تعودوا على خذلان الأنظمة العربية لهم، واصفا إياهم بأنهم رفعوا الراية البيضاء منذ زمن بعيد، لكن شدد الرجل على أن مكمن حزنه أنه يجد تباطؤا فى الاستجابة من شعوب الأمة تجاه نُصرة الأقصى، ومؤكدا أن الحفريات ستصيب المسجد الأقصى فى مقتل، وأن الخطر أصبح محيطا بالأقصى، وأن اليهود هذه المرة قطعوا شوطا كبيرا نحو هدفهم، وليس أمام أبناء فلسطين إلا حماية أقصاهم بعظامهم.
عيننا بصيرة بما تتعرض له يا أقصانا، وقلوبنا تعتصر ألما لما لحق بقدسنا، لكن أيدينا مغلولة بقيود القهر والظلم والاستبداد واتفاقيات الاستسلام الملعونة، ولا نملك إلا أن نتمنى أن يكون فرج الله قريبا، ويبعث رجالا، يزينون جنابات الأقصى بالتكبير، عابرين مرحلة الذل والهوان، محطمين جدارهم العازل الذى عزل القدس عن أمتنا، رافعين راية العز والكرامة على حيفا ويافا والقدس، محيين أمجاد الفتح العمرى، ونصر صلاح الدين، وفرحة أكتوبر المجيد، وليس ذلك على الله ببعيد.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة