التصريحات الوردية التى أطلقها د. يسرى الجمل وزير التربية والتعليم أمام الكاميرات التلفزيونية، عن اتخاذ الوزارة كافة الإجراءات اللازمة لحماية الطلاب من انتشار وباء أنفلونزا الخنازير، كان هدفها طمأنة أولياء الأمور، من أجل إرسال أبنائهم للمدارس، لكن جاء واقع المدارس منذ انطلاق الدراسة، والإعلان عن اكتشاف حالتين مصابتين بأنفلونزا الخنازير، ليؤكد كذب هذه التصريحات، خاصة فى مدارس القرى والنجوع بالمحافظات المختلفة، حيث اختفت من هذه المدارس إجراءات الوقاية اللازمة.
فقد شاهدت مدارس بهذه القرى لا يوجد بها مياه صالحة للشرب ولعل ما شاهده، د.يسرى الجمل بمدرسة "زكى مبارك الابتدائية" بالقليوبية من انقطاع مياه خير دليل على ذلك، كما أن بعض هذه المدارس تنتشر بها مياه الصرف والمياه الجوفية كما فى محافظات بنى سويف والمنيا والفيوم، بل هناك أكثر من 40% من مدارس المحافظات لا يوجد بها صابون أو وسائل تنظيف كما تؤكد تقارير المتابعة السرية بالوزارة.
كما علمت أن هناك عجزا واضحا فى الأطباء المتابعين للمدارس فنصيب الطبيب الواحد بالمحافظات النائية أكثر من 35 مدرسة، وبالطبع لكى يقوم الطبيب بمتابعة كل هذه المدارس فنحن فى حاجة لطبيب سوبر ذات قدرات خاصة يستطيع أن يطير بجناحين على هذه المدارس من أجل المتابعة، بل علمت أيضا من أحد المسئولين المشرفين على توزيع الأطباء على المدارس أن وزارة الصحة بصدد التعاقد مع مجموعة جديدة لسد العجز الحالى ولكن مع بداية العام القادم!
لم تقف مهزلة وزارة التربية والتعليم عند هذا الحد، بل علمت من مصادر مطلعة بوزارة التعليم أن مع انطلاق الدراسة ظهرت مئات حالات الاشتباه بالإصابة بأنفلونزا الخنازير، خاصة فى محافظات القاهرة والجيزة والقليوبية والمنوفية والدقهلية وبنى سويف والفيوم وحلوان، واكتفى وكلاء الوزارة باستبعاد هؤلاء الطلاب عن المدارس وإخراجهم أثناء اليوم الدراسى، وشددوا عليهم عدم العودة للمدارس إلا بعد التماثل التام للشفاء، وبالطبع الهدف من ذلك عدم إثبات هذه الحالات المشتبه فيها بشكل رسمى، واكتفت وزارتا الصحة والتعليم بالإعلان عن حالات محدودة من المشتبه فيهم، فى حين نجد أن محافظة بنى سويف فقط ظهر بها أكثر من 39 حالة اشتباه فى اليوم الأول للدراسة وأكثر من 90 حالة اشتباه بحلوان فى اليوم الثالث للدراسة.
وتأكد لى أن معظم المدارس لا تتوفر بها كمامات واقية، مما دفع الكثير من أولياء الأمور إلى شراء هذه الكمامات على حسابهم الخاص، ومازال أولياء الأمور فى انتظار وصول الـ16 مليون كمامة التى تعاقدت عليها وزارة التربية والتعليم مع وزارة الاستثمار، كما يسود المدارس حالة من الفزع بين المدرسين والقيادات المدرسية بسبب الوعيد والتهديد بالجزاءات والخصم إذا ظهرت حالات إصابة فى مدارسهم، مما يدفع هؤلاء إلى إخفاء حالات الاشتباه بالإصابة وتسريب الطلاب المصابين من المدارس.
وأمام هذه الحالة الفوضوية التى تسود المدارس أطالب الدكتور نظيف والحكومة بأن يكونوا على قدر المسئولية، وعليهم أمر من الأمرين، إما أن يتخذوا قرارا بإلغاء الدراسة من المدارس والاستعاضة عنها بالقنوات التلفزيونية أو بأى وسيلة أخرى، أو يتم اتخاذ إجراءات حقيقية وقائية، لحماية أبنائنا من هذا الوباء قبل فوات الأوان.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة