أعد القارئ الكريم أن هذه آخر مرة سأكتب فيها عن القس متاؤس وهبى، وأعتذر عن تكرار الكتابة حول قضيته، فقد كتب الأستاذ مدحت عويضة على أكثر من موقع قبطى للرد على شخصى، ولأن ما قاله ينطلق من على أرضية الاختلاف وليس العداء، فرغم دفاعه عن القس، لا ينطلق من على أرضية طائفية، ولكن من على أرض المواطنة.. ولذلك فهو يعتبر مثلا أن عمل الكنيسة بالسياسة جزء من معاناة الأقباط، أى أنه جزء من المشكلة وليس الحل.
لقد افترض الأستاذ عويضة أننى أدين القس متاؤس المسجون خمس سنوات بحكم قضائى بتهمة التزوير.. وهذا لم يحدث، ولكنى قلت أكثر من مرة أنه متهم وأن هناك درجة تقاضى أخرى هى الاستئناف، ولأننى لست قاضيا ولست محاميا فليس من حقى أن أخوض فيما لا أعرفه وهو إذا كان القس مدان أم لا.
لكن ما أزعجنى وبشدة، وأظن أن الأستاذ عويضة سيوافقنى، هو أن الأمر تم جرجرته على أرض طائفية، مثل رسالة الأستاذ فكرى عبد المسيح الذى نشرت بعضها وعلقت عليه، وكان خلاصتها هى أن هناك مؤامرة من المسلمين على المسيحيين، وأن الدولة (كلها على بعضها تتآمر على إخواننا المسيحيين)، أى نقل الأمر من خانة أن هناك ظلما من وجهة نظرهم وقع على القس إلى خانة أن هناك عداء ليس له حل من جانب كل المسلمين.
خطورة هذا الأمر كما يعرف الأستاذ عويضة أنه يحول أمورا عادية إلى جحيم طائفى، مثل كل الحوادث التى تشعل النيران من إسكندرية لأسوان، لأنها وبالصدفة وقعت بين مسيحيين ومسلمين، منها مثلا حادثة ديروط وحادثة الإسكندرية.. رغم أنه يقع مثلها بين المسلمين.. كما أن هناك جرائم ترتكب بين المسيحيين.
ودعنى أقل للأستاذ عويضة إن أكثر من 80% من الحوادث العادية تكتسب بعدا طائفيا بسبب الطريقة التى يتم التعامل بها من الجانبين، المسلم والمسيحى، ومنها ما حدث مع القس متاؤس.
وأنا مع الأستاذ عويضة فى أن يناضل المدافعون عن القس متاؤس بكل الوسائل السلمية التى يرونها صحيحة.. بشرط واحد فقط أتمنى أن يوافقونى عليه هو الأرضية الطائفية التى ستحرقنا جميعا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة