براء الخطيب

فن تربية الشياطين

الأربعاء، 21 أكتوبر 2009 06:50 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عندى قناعة تامة وراسخة فى أن "قضية فلسطين" والتى عرفت سياسيا بـ"الملف الفلسطينى" ليست فى يد السلطة السياسية المصرية، بالإضافة لـ"ملف نهر النيل"، وهذان الملفان يشكلان جوهر الدفاع عن الوطن، ولأنهما كذلك فكان لابد لـ"حماة الوطن الحقيقيين" من التعامل معهما بكل صرامة وإحساس بالغ بالمسئولية العظمى للدفاع عن الوطن، لذلك فقد تخطى التعاطى مع هذين الملفين نطاق "السلطة السياسية المصرية" إلى الأيدى الأمينة لـ"المؤسسة العسكرية المصرية" التى قدمت دائما باسم الوطن الشهداء من القادة العظام والجنود الأبطال دفاعا عن الأرض والعرض والتاريخ والحاضر والمستقبل، لتبتعد "المؤسسة العسكرية المصرية" بهذين الملفين عن "المناورات السياسية" بين "القوى الإقليمية" فى المنطقة، وكذلك "القوى العظمى" فى العالم فلا مناورات سياسية فيما يخص "الملفات الحيوية لروح الوطن".

والمناورات السياسية بين كل "القوى الإقليمية" بينها وبين بعضها وبينها وبين "القوى العظمى" فى العالم وبين "القوى العظمى" فيما بينها وبين بعضها وفيما بينها وبين "القوى الإقليمية" .. هذه المناورات السياسية بين كل هذه القوى تحتاج دائما إلى "تربية الشياطين" الصغار فى كل دول الإقليم التى تدور فيها الصراعات الإقليمية، فتقوم "إيران"كقوة إقليمية بـ"تربية شيطان" يعمل لحسابها فى هذا البلد أو ذاك وتقوم "إسرائيل" كقوة إقليمية بـ"تربية شيطان" يعمل لحسابها فى هذا البلد أو ذاك، وتقوم "الولايات المتحدة الأمريكية" كقوة عظمى بـ"تربية شياطينها" فى كل دول العالم للعمل لمصالحها، كما أن "بريطانيا" و"فرنسا" تقومان بـ"تربية الشياطين" فى بلاد ترى أن مصالحها فيها تحتاج إلى ذلك.

ولذلك فإن الدول العربية التى تتعاطى مع "الملف الفلسطينى" لحصول زعمائها على "وجاهة الزعامة" فى المنطقة قد اعتنت بـ"فن تربية الشياطين" فافتتحت لها "دكاكين" خاصة بها أطلقوا عليها أسم "منظمات فلسطينية" فكان للزعيم الخالد صدام حسين دكان وكان لزعيم القومية العربية والأفريقية معمر القذافى دكان، كما كان للمملكة العربية السعودية زعيمة الدفاع عن الإسلام دكان وكان للجمهورية العربية السورية زعيمة المدافعين عن الأمة العربية دكان.

وكان كل هؤلاء الزعماء وكل هذه الدول تمارس المناورات السياسية فى التعامل مع "الملف الفلسطينى" وقد يعلو صوت "المناورات" فى "دكان" من هذه الدكاكين لمستوى المناورات السياسية بـ"السلاح" و"خطف الطائرات" وما أشبه، وكانت الشعوب العربية كلها من المحيط إلى الخليج تعرف أن هذا "الدكان" يتبع "إيران" أو "إسرائيل" أو "السعودية" أو "سوريا" أو "ليبيا" فقد كان كل "زعيم" من "زعماء" هذه "الدكاكين" يحمل "أفيش" الزعيم أو الدولة التى تنفق عليه وعلى دكانه فكان عليه دائما أن يقدم الفواتير اللازمة التى تؤكد التزامه بتنفيذ التعليمات التى يصدرها له الكفيل الذى ينفق عليه وعلى دكانه.

ولأن "الملف الفلسطينى" بالنسبة لمصر كان فى يد حماة الوطن الحقيقيين فإنه لم يعرف المناورات السياسية ولذلك فإن "مصر" لم يكن لها مطلقا أى "دكان" يعمل لحسابها ولم تعتن "مصر/ الملف الفلسطيني" بـ"فن تربية الشياطين"، بل أسقطته من حسابها تماما وأدانت- معنويا على الأقل- كل من تفرغ لتربية الشياطين كورقة مهمة يتلاعب بها ويستخدمها لمصالحه الشخصية دائما.

وكان تعامل "مصر/ الملف الفلسطينى" فقط مع "الممثل الشرعى والوحيد" للشعب الفلسطينى وهو "منظمة التحرير الفلسطينية" تقبل ما يقبله الشعب الفلسطينى لنفسه عبر "الممثل الشرعى والوحيد" له، دون مزايدة عليه أو انتقاص من قدره، فلا انحياز لـ"فتح" أو "حماس" أو "الجبهة الشعبية" أو "الديمقراطية" فليست هناك "فتح" واحدة وليست هناك "شعبية" واحدة فهناك "فتح" فقط وهناك "فتح الإسلام" و"فتح الخط الصحيح" و"فتح دحلان" و"فتح أبو مازن" و"فتح البرغوثى"، كما أن هناك "شعبية" و"شعبية أحمد جبريل" وهكذا، وهكذا، وللتعامل الصحيح كان لا بد للتعامل الحقيقى مع "الملف الفلسطيني" هو النعامل مع "منظمة التحرير الفلسطينية" أى مع الشعب الفلسطينى كله، والقبول بما يقبله الشعب الفلسطينى لنفسه ورفض كل ما يرفضه الشعب الفلسطينى لنفسه عبر "الممثل الشرعى والوحيد" للشعب الفلسطينى دون مزايدة عليه أو انتقاص من قدره، هذا ولم تكف إسرائيل عن محاولة "تربية الشياطين" داخل المقاومة الفلسطينية نفسها لتصفية المقاومة الفلسطينية نفسها سواء كانت هذه الشياطين عسكرية تحمل السلاح أو سياسية تحمل الأقلام، كما اعتنت إسرائيل بـ"تربية الشياطين" داخل البلاد العربية، وأولها "مصر"، من حملة الأقلام فيمنحوهم شهرة إعلامية، أو يمنحوهم الدكتوراه الفخرية أو الشيكيلات الإسرائيلية على هيئة جوائز أو ثمنا لترجمة كتبهم إلى العبرية، فينبرى هؤلاء بإشاعة أفكار إسرائيل عن نبذ الحروب والكراهية ويبدأ فى خديعة الشباب المصرى بهذه الأفكار النبيلة التى تخفى خلفها أغراضهم الدنيئة ويبث هذه الأفكار فى شبابنا، بل يتخيرون أفضل نوعية من الشباب المصرى ليخدعوهم بمثل هذه الأفكار دون أن يعرف هؤلاء الشباب المخدوعون أن تربيتهم كشياطين صغيرة تعمل ضد وطنها تحت راية خادعة من الأفكار التى تنبذ الحروب فينطلق المخدوعون للطنطنة بهذه الأفكار حتى تتسع دائرة المخدوعين من الشباب، فهؤلاء الذين جندتهم إسرائيل لنشر أفكارها علمتهم فن تربية شياطين صغار يضعون فى أفواههم مصطلحات يتصورونها تهم مثل "القومجية"، وهى ليست "تهمة" بقدر ما هى مدعاة للفخر، لكن مثلهم يتصور أن الانتماء العربى عارا يصمون به غيرهم وسوف تجد أمثال هؤلاء المخدوعين يقولون لغيرهم اذهبوا للحرب بأنفسكم أو بأولادكم وهو لا يعرف أننا حاربنا كل حروب الوطن التى سمح لنا بها عمرنا فقد حاربنا فى 67، 73 وحاربنا بالبندقية الفلسطينية عملا وقولا واكتوينا بشهادة الأشقاء وأبناء العم وعلى استعداد لتقديم الروح والابن فى حروب الوطن إذا ما طلب منا الوطن ذلك، وقد صور لهم جهلهم أن يقولوا لنا اذهبوا وحاربوا بأنفسكم وهم لا يعرفون أن قرار الحرب ليس فى أيدينا، بل فى يد الوطن وسوف نكون أول من يقدم النفس والولد عن حب وطيب خاطر إذا ما أمرنا الوطن بالحرب، وليس من حق أحد المنبطحين الذين يسيرون على نفس طريق الشياطين أن يعرف ما نحن مستعدين له، وما نحن غير مستعدين له فأمثالكم يعرف فقط ما هم مستعدون له، أما ما نحن مستعدون له فنحن نعرفه جيدا ومن أهمه كشف الفن الذى تجيده إسرائيل وهو "فن تربية الشياطين"، وسوف نقف دائما فى مواجهته حتى لا يقع شبابنا وأبناؤنا فى فخاخه القذرة فمن نجح بنفسه من شبابنا عن الوقوع فيه فأهلا به ومن استمر فى البقاء مع هؤلاء الخونة والمنبطحين فهذا شأنه، نحن نرد على أفكار وليس على أشخاص.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة