البابا شنودة اسم ذات تاريخ وطنى يشهد له الجميع بالولاء لهذا الوطن، كما كانت مواقفه طوال تاريخه محجمة للتيارات المتشددة والنافخة فى نيران الفتنة الطائفية داخل الكنيسة..
كما أن الرجل لم يقع فى أفخاخ السياسة من ذى قبل.. لكنه وقع خلال الآونة الأخيرة فى فخ سياسى، بسبب تصريحاته المثيرة للجدل، فى محافل إعلامية عديدة، حول تأييده لترشيح جمال مبارك لرئاسة الجمهورية.
فلا أدرى لماذا أقحم البابا نفسه فى هذه المعركة، التى يصطف فيها معظم المصريين لمحاربة فكرة التوريث، وكما تعودنا من الكنيسة أنها لا تهتم بالشأن السياسى، وترفض تسييس مواقفها، لكن هذه المرة وجدنا أنها تفرض على إخواننا الأقباط موقفا سياسيا، وشخصا بعينه، لأن موقف البابا من جمال مبارك ليس موقفا شخصيا، فالرجل رمز للمسيحيين وتأييده لشخص يعنى ضوءا أخضر لرعاياه بتأييده أيضا.
وهنا علينا أن نقف وقفه جادة، لأن تبنى رأس الكنيسة المصرية هذا الموقف يؤكد لنا أن التوريث أصبح قاب قوسين أو أدنى، وأن إعلان البابا موقفه بشكل شبه رسمى من ترشيح السيد جمال مبارك يؤكد لنا أن محاولات تمرير التوريث عبر المؤسسات الدينية قد بدأت.
كما نجد أن البابا بالغ بشكل كبير فى تصريحاته فى برنامج مانشيت على قناة أوتى فى عندما قال: "وهل هناك من هو أكفأ منه، أم أن المعركة بين جمال مبارك والمجهول "، وهنا أسأل البابا: هل عقمت مصر أن تنجب رجال أكفاء يصلحون لتولى هذا المنصب؟ فجمال مبارك مثله مثل الملايين من الشباب المصريين، وأن الشعب المصرى "ولاّد" ولديه من الكفاءات ما يفخر به كل مصرى، وليس معنى هذا أنى أغبن حقه فى الترشيح كمصرى لأى منصب، لكن لا بد أن يكون هناك مقومات تتوفر فى من يريد أن يتولى هذه المسئولية، وإلا يكون النسب لبيت الرئاسة هو المحرك الأول لهذا الترشيح، وأن تكون الأجواء الانتخابية تتمتع بالشفافية والنزاهة، وأن يكون للشعب الحق المطلق فى اختيار رئيسه، وإلا تكون الانتخابات الرئاسية على طريقة الانتخابات البرلمانية أو المحلية.
لذا أطالب البابا بالتراجع عن موقفه، لأن ذلك لا يعد إلا استغلالا من قبل النظام للمؤسسات الدينية ورأسها لتمرير ملف التوريث، وأن على البابا أن يترفع بالكنيسة عن الخوض فى معارك سياسية، محل خلاف الكثير من أبناء مصر، مسلمين وأقباط.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة