هل تدرى كم من الأيام عشت، هل تدرى ما الذى فاتك من السعادة، كى تجيب عن تساؤل مثل هذا عليك أن تمر بما مررنا به جميعا، من عامين كان الجنين ما زال يتشكل، كانت الصورة الوحيدة لهذا الطفل موجودة فى رؤوس الحالمين به، كان أصحاب الحلم هم من لهم الحق الحصرى فى الحديث عنه "نريد أن نفعل كذا ونبتعد عن كذا.. نحن نختلف لأننا نحن ولسنا غيرنا" هذه ليست نرجسية بقدر ما هو تطلع للبعيد .. من حق كل إنسان أن يكون له طموحه الخاص وحلمه الأوحد وقضيته الرئيسية".
هكذا كان اليوم السابع جنينا ندعو الله جميعا ألا يكون ناقصا، وحينما خرج قبل عام بالتمام من كتابة هذه الكلمات، وبعد عام قبله من العرق والجهد والفرح والحزن وحرق الأعصاب وعصر الضمير، جاء طفلا جميلا نتسابق جميعا على حمله وملاطفته، كنا نحمل له من الأمانى ما لا تتسع له صدورنا أو تستوعبه قلوبنا، وجاء ليحمل لنا من الإبهار والنجاح ما لم نكن نتوقعه، هل رأيتم يوما طفلا يحمل لأمه حنانا أكثر مما تحمله هى له، هذا هو حالنا مع اليوم السابع، هذا ليس مدحا وإن كان إعطاء الحق لأهله نوعا من المدح فهذا هو..
منذ عام ونحن فى مرحلة الانطلاق، أو الـTAKE OFF كما يسميه الأستاذ خالد صلاح رئيس تحريرنا، بقدر الفرحة كان الخوف، وبقدر التطلع إلى النجاح كان الترقب من ثقل المسئولية، هل سيتسنى لحفنة من الشباب الصغار أن يصنعوا تجربة ناجحة، كانت هذه علامة استفهام تؤرقنا جميعا، ولكن يبدو أن القواعد لا تستقر على حال، فهذه الأعمار الصغيرة حوت عقولا أكبر منها وأحلاما أسمى من أن يوقفها اليأس، كان ضربا من الخيال أن تجد موطئا لحلمك فى هذا الزخم من الأفكار، وكان التحدى الحقيقى أن تكون جديدا ..وهذا ما جرى.
منذ أكثر من العام ونحن نحاول وسنظل نحاول أن نحمل المعلومة للقارئ، نرجو الرضا ونتمنى الفلاح، قارئنا هو كنزنا، ما أجمل أن ترضى ذلك الذى لا تربطه بك سوى الكلمة، هذا الذى ائتمنك على عقله ووعيه، عار عليك أن تضلله، ومن القبح أن تضن عليه بالمعلومة، هذا قارئنا ليس لزاما عليه أن يعرف كيف نحاول أن نسعده، فنحن أيضا نسعد بسعادته نرضى عن أنفسنا بقدر ما يرضى هو، ففى حقل الصحافة من السهل أن تجذب قارئا، ولكن أن تجعله يثق فيك فهذا أمر آخر، هذا سباق محموم من الوارد جدا وأنت تخوضه أن تجد كتفا يزيحك عن الطريق أو إصبعا يخترق عينيك أو محاولة لتشويه سمعتك وكله فى سبيل أن تحصل على ثقة ذلك الواقف أمام فرشة الجرائد "يخرج من جيبه لا ليشترى جريدة فقط إنما هو يصل رحم المعلومة بينه وبين جريدته المفضلة".
أن تخدم قارئك فتلك مهمتك، ولكن أن تخدم وطنك فهذا أسمى بكثير، على طول الطريق كان تطولنا تهم بالطائفية، فنزداد "ليبرالية" (لا تطلب منى أن أفسر ذلك حرفيا لأنى لا أعلم عنها سوى أن تكون حرا محايدا) كانوا يرموننا بالعلمانية فنتمسك بالعقل الذى يأمرنا به إيماننا بالله وحده، لكى تزداد استقلالية عليك أن تذوق اتهامات عدم الحياد، لا يهم كم وصل عدد خصومك عليك أن تنظر حولك لتطمئن على عدد من يساندوك.. ، فنحن قطعنا وعدا، ندعو الله ألا نخلفه، وهو أن نعيش من أجل الحقيقة وأن يظل قاضينا الوحيد هو القارئ، ويظل حلمنا دائما نصب أعيننا . قد نكون حققنا بعضا مما نرجو وينقصنا الكثير، ولكن فى النهاية نحن نحاول.. أقول لنفسى وزملائى "لا تقس حجم النجاح بما نلته من مكاسب، ولكن أعرف جيدا أن كل مساحة تقطعها فى النجاح تبتعد بمثلها عن الفشل"..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة