أرسل لى الأستاذ فكرى عبد المسيح خطاباً مكتوباً تعليقاً عما كتبته عن القس متاؤس، خلاصته أن القس برىء من تهمة التزوير، التى بسببها حكم القضاء عليه بالسجن خمس سنوات، فحسب الرسالة، الذى قام بتزوير بطاقة ريهام التى تنصرت هو الشاب المسيحى الذى أحبها وقرر الزواج منها، فوضع صورتها على بطاقة شقيقته المتوفاة، والقس السجين قام بإجراءات الزواج ولا يعرف شيئاً وليس دوره التحقق من إثبات الشخصية، وبعدها هرب الزوج والزوجة إلى خارج مصر.
لا يمكننى الموافقة على هذه الرواية، كما لا يمكننى تكذيبها، فهذا كما كتبت سابقاً دور النيابة والقضاء والمحامون، وعلى كل طرف أن يثبت وجهة نظره أمام القضاء فى الدرجة التالية للتقاضى وهى الاستئناف. والمعلومات التى قالها الأستاذ عبد المسيح والشهود أولى بهما المحامين.
لكن الخطير فى رسالة الأستاذ عبد المسيح، ليس هذه المعلومات، ولكن إرجاع الأمر إلى وجود مؤامرة، فهناك أولاً تعميم، ففى روايته لرحلة تنصر ريهام المسلمة استخدم عبارات من نوع "الاستهانة والاستهزاء والسخرية وازدراء الدين المسيحى والسب والشتم كعادة أى مسلم أو مسلمة". والرد المسيحى على ذلك "بالأدب والحب والمحبة والمسالمة". وأضاف: وأعلن أهلها و"أمن النظام والإسلام" الحرب عليها واعتدى عليها بوحشية ضابط متوحش وكسر ساقها وحلق شعرها.. فهربت.
ولست بحاجة إلى أن أقدم الكثير والكثير من الأدلة على أن هناك من بين المسلمين من يحترم المسيحية وكل العقائد، كما أننى لست بحاجة إلى أن أذكر الكثير والكثير من الأمثلة التى تشير إلى تطرف بعض المسيحيين وازدرائهم للإسلام ولأى عقيدة مخالفة.. بل إن الأستاذ عبد المسيح وصف البهائية بأنها ديانة غير سماوية ولا شأن ولا قيمة لها ولا وزن لها. وإذا كان هناك انزعاج من التنصر، فهناك أيضاً انزعاج من التأسلم.. ومن ثم فهناك على الجانبين يوجد الجيد والسيىء، يوجد المتطرف والمعتدل.
وأخيراً وكما كتبت سابقاً، فمن حق أى مواطن أن يدعو الآخرين إلى أفكاره وديانته، طالما أن هذا يتم بشكل سلمى ولا يخالف القانون، وإذا تم حرمان أى مواطن من هذا الحق، فعليه اللجوء إلى القانون بدلاً من السلبية وبدلاً من تخيل مؤامرات كونية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة