أرى أن تصريحات الجمل الأخيرة أثناء جولاته الميدانية بالمحافظات، حول منع النقاب بالمدارس، ما هى إلا خطوة يستهدف منها تغطية فشله وقيادات وزارته فى التصدى لأنفلونزا الخنازير، خاصة أن اكتشاف الحالات المصابة بالمدارس تتوالى.
فالكل بوزارة التعليم يعلم أن هناك آلاف المدرسات والطالبات يرتدين النقاب ويذهبن للمدارس به، ولم يعترض أحد عليه، بالرغم من أن هناك قرارا وزاريا صدر من وزير التعليم الأسبق حسين بهاء الدين بمنع الحجاب بشكل عام من المدارس منذ عام 1995، ولكن بسبب الرفض لمجتمع لهذا القرار تم دفنه لعدم التصادم مع المجتمع.
لكن الغريب فعلا أن يقوم د.الجمل بإحياء هذا القرار فى هذا التوقيت بالذات، ودلالات ذلك أنه يحاول أن يركب موجة شيخ الأزهر ووزير التعليم العالى، ويوظف هذه الحملة فى التغطية على فشل وزارته فى معركتها مع الأنفلونزا، فقد أصبح ظاهرا للجميع عجز الوزارة ونقص إمكانيتها، لذا كان على الوزير أن يدخل حلبة الصراع على النقاب، حتى يشغل الرأى العام ويصرفه عن توالى ظهور حالات الإصابة.
إنها إستراتيجية قديمة حديثة يلجأ إليها الفشلة من السياسيين للتغطية على فشلهم، وكان الواجب على وزير التربية والتعليم بدلا من أن يقحم نفسه فى قضية النقاب، أن يراجع إجراءات المدارس ووسائل الوقاية بها، من أجل إنقاذ أبنائنا من كارثة محققة من الممكن لا قدر الله أن تطيح بأرواح الأبرياء من تلاميذ المدارس.
وهنا أوجه صرخة استغاثة لوزير التعليم من أب له ثلاثة طلاب فى مراحل تعليمية مختلفة، أطالبه فيها بأن يكون على قدر المسئولية وأن يكون جريئا فى اتخاذ قرار توقف الدراسة، أذا تيقن أن الأمر خرج عن قدراته، وأن المرض أصبح يهدد باجتياح المدارس، ولا يشغل نفسه بقضايا جانبية، تجعله يصطدم مع مبدأ الحريات الشخصية، وشريحة كبيرة من المتدينين فى المجتمع، وألا يركب موجة منع النقاب، فمشاكل وزارته تفوق طاقة أى وزير، ومازال د.الجمل غارق فيها ولم يجد حتى أنصاف حلول لها، ولا أدرى لماذا يريد أن يصنع مشكلة جديدة، وهو أحوج الوزراء للتركيز خلال المرحلة المقبلة، لأن الأمر أصبح مرتبطا بقضية حياة التلاميذ.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة