عندما يتوقف عن الكتابة من اعتادها ولو لبعض الوقت، نجده وقد استشعر حالة من صدأ الأفكار، فلا يستطيع استدعاءها أو ترتيبها ترتيباً يحوطه المنطق وتغلفه الجاذبية.. حتى يأتى ابن الحلال ليفك عقدة العقل ويمسح التراب ويجلى الصدأ.. وهذا الابن الحلال هو الموضوع الذى لا تجد بداً من صياغته، وتتداعى الأفكار بزخم لا يستطيع المرء السيطرة عليه فينطلق القلم بلا توقف.
وجاءنى أوباما ولا أحد سمى عليه بحصوله على جائزة نوبل للسلام بعد توليه السلطة منذ 9 أشهر، ومجموعة خطب ألقاها فى عدة عواصم من العالم بلا إنجاز واحد يذكر، بل على العكس فقد كان متناقضاً مع كل وعوده.. على الأقل فيما يتعلق بقضايا المنطقة العربية. وعند هذا الحد أتوقف لأن هذا ما كتب فى هذا الصدد فى الصحافة العربية والعالمية حتى بأقلام لكتاب لا يتعاطفون سياسيا مع قضايانا مثل "فيسك" الإندبندنت أو" فريدمان" النيويورك تايمز.
ولكن ما لفت نظرى هو أن جميع المقالات دون أى استثناء لم تتطرق لتحليل هذه المهزلة، وإنما اكتفت بانتقادها فقط لا غير، وإن زادت فقد تساءلت "لماذا".
وعندما ننظر للأمر بشىء يسير من التفصيل نجد أننا فى حاجة لعقد مقارنة بسيطة بين أوباما وكارتر الذى حصل على نفس الجائزة تقديراً لجهوده المزعومة مع السفاحين الصهاينة والسادات لإقرار السلام فى الشرق الأوسط كما يصفون.
ثم لنذهب إلى أبعد من ذلك قليلا وأقرب زمنيا من ذلك كثيرا، عندما أعلنت مصادر أمنية وصحفية أمريكية عن تجديد أوباما لاتفاقية الحفاظ على سرية الملف والمشروعات النووية الإسرائيلية بين واشنطن وتل أبيب، وذلك بعد أسبوع واحد من اجتماع الولايات المتحدة بسائر دول مجلس الأمن للحد من انتشار أسلحة الدمار الشامل!!!
وما وعد به من عدم الاستمرار فى بناء المستوطنات فى الأراضى الفلسطينية ثم يعلن الكيان الصهيونى بناء مستوطنات جديدة فى القدس الشرقية، بل وفشل تام فى اجتماع نيويورك بين الصهاينة والسلطة الفلسطينية بعد إعلان وزير الخارجية الصهيونى أنه لا يجب على أحد أن يتوقع السلام فى المنطقة لسنوات عديدة، وأنه لا معنى لكلمة السلام الشامل.. فى ظل عدم وجود أى تعليق أمريكى بل والتباطؤ المتعمد والمتواطئ فى عدم نقاش وبحث تقرير جولدستون!!
وهل غاب عن الجميع مجلس الحرب الأمريكى لبحث كيفية الدهس على أفغانستان بزيادة أعداد القوات، واستخدام حلول عسكرية أشد ضراوة دعما لما يسمى بالحرب الأمريكية على الإرهاب، والتى حولت بقاعاً كثيرة من العالم إلى بقع انفصالية مشتعلة؟
ومن هنا نجد أن هذه النقاط الأربع السابق ذكرها كفيلة تماما بألا يطرح اسم "أوباما" ولو لمجرد الطرح لنيل هذه الجائزة، ناهينا عن أنه لم يتخطَ حتى فترة الحضانة السياسية أو الرئاسية.
إذا.. ما السبب الرئيسى الذى أدى إلى هذه الكارثة؟؟ هل هى مكافأة مسبقة للرجل للتغاضى عن انتهاكات الصهاينة فى المنطقة أو تسهيل عمل القوات الأمريكية وحلفائها للقضاء على الأنداد والمخالفين لسياستها!!
أرانى الآن أتذكر لقب "كابتن"، والذى كان يطلق فى مطلع القرن العشرين على من يقوم بتسهيل الدعارة عندما كانت مباحة قانونا آنذاك.
فهل "كابتن أوباما" قد حصل على المعلوم لكى يمارس تسهيل الدعارة السياسية، ولكن الغير مباحة قانونياً أو إنسانيا.. حتى يصير أول كابتن اغتصاب سياسى فى التاريخ ممارسا أقدم المهن فى التاريخ!!!
إذن فلنودع عصر الساسة ودعونا نصخب احتفالاً بكابتن أوباما.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة