أنا مع أصدقائنا المعارضين، الذين انتقدوا بعنف شديد أخطاء الإدارة المصرية فى العدوان على غزة، بل ومع حق بعضهم فى "شرشحة" هذا النظام الحاكم، ورغم اختلافى معهم فى اتهامه بالتواطؤ مع العدو الصهيونى، ولكن هذه هى الحرية.. ولكن دعنى أقول لك ما فكرت فيه، وأنا على مقهى فى دمشق، أشاهد بعضهم على قنوات الجزيرة والمنار والعالم الإيرانية وغيرها:
1- لم ينتقدوا النظام الحاكم فى سوريا، الذى لم يطلق طلقة رصاص واحدة طوال أكثر من أربعين عاماً لتحرير الجولان المحتلة، كما أنه لم ولن يفكر، مجرد تفكير، فى فتح جبهته عسكرياً لتخفيف الضغط على أهلنا فى غزة، كما لم يحاول، حسب علمى، إرسال السلاح عبر البحر إلى المقاومة الفلسطينية، واكتفى النظام السورى بخطاب إنشائى.
2- لم ينتقدوا الحكومة القطرية، مالكة قناة الجزيرة، فلديها ممثل لإسرائيل وعلاقات حميمة، ناهيك عن وجود أكبر قاعدة أمريكية فى منطقة الشرق الأوسط، وهى التى تم استخدامها فى غزو العراق، وبالطبع يمكن استخدامها عسكرياً لصالح إسرائيل والإدارة الأمريكية.
3- لم ينتقدوا حسن نصر الله، الذى لم يطلق صاروخاً، بل دافعوا عنه حتى عندما طالب المصريين، ومنهم ضباط وجنود الجيش بالتمرد على السلطة الحاكمة والقتال بجوار المقاومة، فى حين أنه ومع معظم المعارضين المصريين لم ينتقدوا على الإطلاق الرئيس اللبنانى، الذى رفض تماماً التورط فى الحرب، وقال إنه لن يسمح بأن يكون الجنوب اللبنانى منصة إطلاق صواريخ ضد إسرائيل، وإنه سيحترم اتفاقاته الدولية مع الدولة العبرية، فى حين "شرشحوا" الإدارة المصرية لأنها قررت احترام اتفاقية كامب ديفيد واتفاقية المعابر.
4- لم ينتقدوا النظام الإيرانى، الذى يصرح صقوره، منهم الرئيس أحمدى نجاد، أنهم سيزيلون إسرائيل من على الخريطة، رغم أنه يملك جيشاً ضخماً وصورايخ تصل إلى تل أبيب.
5- ناهيك، وهو الأهم، انتقاد النظام السورى فى انتهاكه البشع للحريات وحقوق الإنسان، وكثير منهم يسافرون دائما إلى دمشق ويعرفون الفظائع، ولكنهم يصمتون تماماً.
والآن دعنى أسألك:
1- أليست هذه ازدواجية لا تليق بوطنيين؟
2- هل يمكننا أن نصدق أنهم ينتقدون الإدارة المصرية لصالح الشعب المصرى والشعب الفلسطينى؟
3- هل هناك شبهة مصالح لبعضهم؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة