هانى صلاح الدين

كدابين الزفة

الأحد، 11 يناير 2009 11:07 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تتوالى الأحداث وتتتابع المواقف على ساحتنا السياسية المصرية لتكشف النقاب عن الوجه البشع لأصحاب الأقلام المسمومة، التى باعت ضمائرها وعصبت عينيها بحب الوصول لرضا أصحاب القرار والسلطة، ولعل ما شهدناه على مدار الأسابيع الثلاثة الماضية من هجمة شرسة منهم على حركة المقاومة الإسلامية حماس فى أعقاب مجزرة غزة خير دليل على عدم حرصهم على مصلحة الوطن وأمنه القومى.

فقد استل هؤلاء أقلامهم وأشهروها كالقنابل النووية عندما استشعروا مجرد استشعار بعدم رضا الرئيس مبارك ونظامه عن موقف حماس فى مجزرة غزة، فما كان منهم إلا أن أطلقوا العنان لأقلامهم محذرين من الإمارة الظلامية! على الحدود المصرية، وبذلك حولوا الضحية إلى مجرم والمقتول إلى قاتل.

وتوالت أفكار الذبح والسلخ من سلخانة كدابين الزفة لتضعنا أمام مجموعة من الحقائق الجديرة بالانتباه لها ومنها:

ـ إن هذه الشرذمة من كتٌاب السلطة لا يضعون أى حساب لمصلحة الوطن والأمة، مؤكدين بما يكتبوه بمداد أقلامهم استهتارهم بالأمن القومى، وأن جل حرصهم ينصب على التملق وركوب الموجة عسى أن ترمى إليهم الرياح بما تشتهيه سفينة التطلعات .

ـ إن هذه المجموعة استطاعت بجدارة أن تهتك عرض حيائها المهنى والصحفى، فنجدها فى وقت رضا النظام على كان من كان تخرج علينا أقلامهم تقطر مدحاً وتعظيماً، وفى حالة انقلاب النظام على نفس المجموعة نجد أقلامهم تعلن عليهم حرباً لا هوادة فيها، واسمحوا لى أن أضرب لذلك بعض الأمثلة، فعندما قرر الرئيس مبارك ونظامه تعميم الإشراف القضائى على الانتخابات البرلمانية خرج كذابو الزفة مهللين شاكرين، معلنين أن مصر بهذه الخطوة سطرت بحروف من نور بداية مشوارها الديمقراطى، وعندما بدأ تنفيذ الإشراف القضائى ازداد هؤلاء مدحاً فى نزاهة قضائنا، مؤكدين نجاح التجربة ومعززين فرحة الشعب المصرى بها، وعندما استشعر النظام أن الإشراف القضائى أصبح بالنسبة له حبل المشنقة، ولابد أن يرفعه عن عنقه خرج نفس الأشخاص بنفس أقلامهم المستعدة لتغيير ثوبها فى أى وقت (رافعين شعار أينما توجه النظام كانت قبلتٌنا ومحرابٌنا)، مؤكدين أن الأوان قد آن لتنزيه القضاء عن اللعبة السياسية، بل أعلنوها معركة حياة أو موت على القضاة عندما حاولوا التمسك بحقهم فى الإشراف على الانتخابات.

ـ والمثل الثانى الأكثر وضوحاً موقف هؤلاء من الحركة الإسلامية حماس، فخلال العلاقات الودية بين النظام وبين هذه الحركة كان كذابو الزفة يصفون الحركة بكل صفات الجهاد والمقاومة والنضال والدفاع عن ثوابت الأمة، ولكن عندما انتهى ود النظام لها انقلب هؤلاء عليها وصافينها بالمتلاعبة بأرواح الفلسطينيين والمتسببة فى إهدار الدم الفلسطينى، بل وصل الأمر ببعضهم بنصيحة النظام بغض الطرف عن الضربة الإسرائيلية لغزة .

ـ وذلك بخلاف مواقف الشرفاء من أصحاب الأقلام، ولعل ما قاله الأستاذ محمد حسنين هيكل فى حواره مؤخراً مع قناة الجزيرة مثلاً واضحاً للمؤثرين مصلحة الوطن عن أى مصلحة أخرى، حيث أكد أن حماس وغزة بُعد قومى وأمنى لمصر، وأن مصر هى الخاسر الأكبر مثلها مثل إسرائيل فى هذه المعركة، وأن ربط حركة حماس بحركة الإخوان فى مصر ربطاً ظالماً وأن تخويف النظام من التحام الحركتين ضد النظام المصرى توقعات يرفضها العقل.

لقد أصبح جلياً أن كذابى الزفة أصبحوا وبالاً على وطننا، ولو كان هناك بقية عقل عند نظامنا لتخلص منهم كما يُفعل بخيل الحكومة الطاعنة فى السن، وإما أننا أمام نظام يعشق هذه النوعية ويغدق عليها العطايا والهبات، فعلينا كمصريين أن نفضح هؤلاء الذين عمروا برامج البيت بيتك وحالة حوار وغيرها من البرامج التى على شاكلتها، وأن نعلنها صريحة أننا نرفض فوضوية النفاق التى أغرقت وطننا فى بحر من الفساد والديكتاتورية والهموم. كما لابد أن نفطن إلى أن هناك مجموعة من المطبعين والعالقين بركب الغرب استغلوا هذه البيئة الفاسدة لبث سمومهم مستهدفين استئصال حماس.

لكن استشعرت أن النظام المصرى استشعر مؤخراً مدى خطورة التصعيد ضد حركة حماس، وبدا يصحح بعض مواقفه منها والظهور على الساحة الدولية بمبادرته الأخيرة ودعوة حماس للحوار من جديد، خاصة بعد ظهور وسطاء جدد حاولوا ورث الدور المصرى، ولكن مازال بعض أصحاب الأقلام التحريضية تمارس دورها فى توسيع الهوة بين النظام وحماس، متناسين البعد القومى وخطورة انفراد إسرائيل بحدودنا المنزوعة السلاح !

فلك الله يا وطننا، فما بكى عليك إلا المخلصون والعاشقون لك، الذين يدفعون من حريتهم ثمناً لحبهم .








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة