فى المنطقة ما بين الخوف والتحدى.. يقع القائمون على صناعة البرامج التليفزيونية، الصناعة التى كانت حتى وقت قريب تهدف إلى الترفيه وحسب، وتدفع بصاحبها إلى أقصى درجات النجومية، دون حتى أن يبذل أقصى جهده لتقديم منتج متميز.
ولأن الطلب على المنتج البرامجى صار أكثر من العرض، تلعب المنافسة، والمنافسة الشرسة بمعنى أصح، دوراً كبيراً الآن فى تجويد هذا المنتج، والذى يحتاج أول ما يحتاج، إلى جرعة غير متناهية من الأفكار، وإلى كرم إنتاجى بلا حدود.
تتشابه البرامج الرمضانية كثيراً، حيث تلعب على "تيمة" استضافة النجوم، والمقالب، لكن هذا العام، وكنتيجة تلقائية لتعدد شاشات العرض، كان لا بد من اختلاف، وبالنظر إلى أن أيام قليلة هى ما مر من شهر رمضان، يمكن القول إن الاختلافات القليلة الموجودة يمكن أن تلحظها عين المشاهد.. فتتفق معها أو ترفضها.
عندما أذيعت تنويهات برنامج "ريا وسكينة"، كان الطبيعى أن نتوقع قدراً من الدراما فى العمل، بسبب المظهر الذى بدت عليه مقدمتا البرنامج غادة عبد الرازق وهالة فاخر، لكن النتيجة جاءت مخيبة للآمال، حيث وقع البرنامج فى المأزق نفسه، الذى وقع فيه برنامج "الشقة" الذى قدمته الفنانة هند صبرى العام الماضى. هذه النوعية من البرامج، تكتفى بوجود نجم يقدمها، من ناحية لجذب جمهور المشاهدين، ومن ناحية أخرى، فإن هذا يضمن قبول النجوم للظهور فى البرنامج لمجاملة زملائهم، "تيمة" محفوظة ومكررة، لكنها تحتاج بعض الجهد فى الفكرة، وإنفاق واعٍ، كى تصبح أكثر جاذبية. فى "ريا وسكينة"، اكتفى صناعه بفكرة استحضار الشخصيتين الشهيرتين، وهى فكرة جديدة حقاً، خاصةً أن من تقومان بتقمص الشخصيتين هما فنانتان لهما جمهور، لكن كيف تم استثمار الفكرة؟، تم الاكتفاء بمظهر جذاب لغادة وهالة، وببعض الممثلين المساعدين، وديكور لائق، دون إضافة بعد درامى، كان يكفى لأن يمنح الفكرة جاذبية تجعلها ناجحة إلى أقصى الحدود، لكن حدود الإبداع توقفت عند السطر الأول: "ريا وسكينة" و"غادة وهالة".
المرحلة نفسها التى توقفت عندها حدود الإبداع، فى برنامج "الشقة"، ممثلة مشهورة تستضيف النجوم فى شقتها، ورغم أن الإعلانات أوحت بأن البرنامج يحمل بعداً درامياً؛ إلا أن حدود الإبداع توقفت أيضاً عند باب الشقة، التى يدخلها النجم، ليمارس حواراً تقليدياً للغاية.
ربما برنامج "اللعبة" وحتى الآن، هو الذى يمارس فيه الضيف/النجم أيضاً، بعض الجهد، فلا يكون الحوار تقليدياً، حيث يضطر النجم لأن يكون فى حالة تأهب طوال الوقت، لأنه يمارس ألعاباً لا بد أن يحرز فيها نجاحاً يناسب حجمه لدى جمهوره، ويكون الأمر فى حد ذاته مفاجأةً للنجم، الذى يتوقع أن يجلس على كرسيه المريح ليمارس نجوميته المعتادة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة