أعرف أنه يبدو حلما بعيدا .. ولكنه يستحق العناء ويستحق أن نناضل من أجله ويستحق أن يكون له الأولوية على الأجندة السياسية لكل القوى السياسية، بما فيها العقلاء فى الحزب الحاكم وفى السلطة الحاكمة. فهو الطريقة الوحيدة التى نضمن بها أن يكون ولاء المحافظ لأهل المحافظة الذين انتخبوه وليس لمن عينه فى كرسيه، أقصد بالطبع السيد الرئيس.
فإذا تأملت تصريحات الدكتور عبد العظيم وزير محافظ القاهرة المتعلقة بمصيبة الدويقة، لاكتشفت بسهولة أن الرجل مرتعش مهزوز، يقول أى كلام فى أى كلام، كل ما يهمه أن يبعد المصيبة عن نفسه، ويلصقها بأى أحد غيره، حتى لو كانوا ضحاياه.. ولذلك تجد له تصريحات ساذجة وعبيطة منها أن محافظة القاهرة أصدرت عدة قرارات إزالة لعدد من المنازل والعشش العشوائية بهذه المنطقة منذ أكثر من عام، وأن السكان كانوا يرفضون الإخلاء ويقاومون السلطات.
فهو يريد أن يقول للرئيس الذى عينه أنه ليس المسئول، وأنه "يا عينى يا حرام" فعل المستحيل من أجل إنقاذ الناس، ولكن الناس رفضوا أن ينتقلوا إلى الوحدات السكنية الجديدة وقاوموا السلطات بالمدافع والدبابات حتى وأصروا على أن يموتوا فى بيوتهم.
فهل هذا منطق؟
ثم مع افتراض أن الناس قاوموا، فهل عجزت هذه الحكومة البوليسية عن تنفيذ قراراتها بالقوة؟!
لا أظن، ولكنى متأكد أن عبد العظيم وزير ليس حالة استثنائية، فكل المحافظين مثله، بل وكل الوزراء والمسئولين، مجرد موظفين لدى السيد الرئيس، أو على حد المقولة الشهيرة للدكتور يوسف والى وزير الزراعة الأسبق: كلنا سكرتارية عند الرئيس.
ولذلك فهؤلاء لا يصلحون، والحل أن يكون المحافظ بالانتخاب، وهذا يستلزم أن تهتم مختلف القوى السياسية بالمحليات، وبانتخابات المحليات، قد تكون المجالس المحلية منزوعة الصلاحيات، ولكن هذا لا يعنى تركها للسلطة الحاكمة، بل على العكس، فهى على الأقل تمثل شكلا ولو ضعيفا من أشكال الرقابة، يمكننا أن نطور آلياته حتى يأتى اليوم الذى يستطيع فيع أى مجلس محلى إقالة رئيس المدينة، ويستطيع أى مجلس محافظة إقالة المحافظ.
إنه مشوار طويل .. لكن المهم أن نبدأ.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة