فرحت عندما وجدت ردا من ماجدى البسيونى أمين عام الحزب الناصرى (يمكنك أن تقرأه كاملا على هذا اللينك / www.youm7.com/News.asp?NewsID=33754) لسببين، الأول أنه يعرف المعنى الحقيقى للاختلاف، فهو لا يراه عداءً، حله الوحيد هو قتل الخصم بالسلاح إذا كنت فى السلطة، وبالاغتيال المعنوى إذا كنت خارجها. كما أنه يدرك ما هو غائب عن كثيرين، وهو أن الاختلاف هو الطريقة الوحيدة لتطور الأفكار والحياة ذات نفسها.
السبب الثانى لفرحتى أن ماجدى لم يحول الأداة إلى هدف، ولا العكس أى تحويل الهدف إلى أداة. بمعنى أكثر وضوحا فإن أخى وزميلى ليس مشروعه السياسى هو تقديس دولة عبد الناصر والدفاع عن طبيعتها وأخطائها، فعلى حد تعبيره الجميل "لو أن عبد الناصر نفسه عاد به الزمن لأقرها، أى الأخطاء، وطالب بتعديلها، فمن قال إن الحقبة الناصرية ليس بها أخطاء؟".
ومن هنا لابد من الإقرار بأن طبيعة الدولة التى صنعها عبد الناصر كانت ضد أهدافه هو شخصيا، بل يمكن القول إنها أفشلت هذه الأهداف.. ودعك من أنه كان مضطرا، ودعك من الكلام عن السياق التاريخى، فالأخطاء هى أخطاء فى النهاية. ودعك أيضا من الكلام المعاد حول المؤامرات الخارجية، فما كان من الممكن أن تنجح لو لم يكن بنيان الدولة هشاً ونظامها السياسى فاشلاً.
ومن ثم فيجب أن يتخلص أصدقائى الناصريون من الدفاع عن خطايا الدولة الناصرية، بل عليهم فيما أظن أن يكونوا أول من يقدم رؤية نقدية جادة لها.. فليس مطلوبا منهم أن يدافعوا عن السجون والمعتقلات، وليس مطلوبا منهم أن يعيدوا إنتاج دولة الفرد التى انهارت.
فالأدوات تتغير بتغير الزمن، ولكن يظل الحلم هو القوة المحفزة للتاريخ. وبالتالى فالأهم الآن لبلدنا البحث عن الطرق التى يمكن بها أن تعيش أفكار عبد الناصر النبيلة، أولاً من خلال أحزاب ناصرية و ديمقراطية ، فلا يمكن أن تبنى حرية وأنت تمارس الاستبداد. وثانيا الطرق تجعل هذه الأفكار تزدهر هذه الأفكار فى دولة ديمقراطية، دولة مؤسسات، دولة مهمتها حماية الحريات الفردية والعامة .. دولة الحرية والعدل كما سماها زميلى وصديقى العزيز ماجدى البسيونى.
عبادة عبد الناصر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة