هانى صلاح الدين

التعليم كلمة السر

الأحد، 06 يوليو 2008 12:21 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إن التعليم هو كلمة السر فى ازدهار وتقدم أية أمة، كما أنه قلب الحضارة النابض الذى يضخ دماء الحداثة والتجديد والوعى فى عقل وتفكير الشعوب، فتراثنا وحضارتنا تشهد لأسلافنا بما قدموه من جهد علمى وتعليمى، أضاء حياة الإنسانية على مدار قرون عديدة، وكان بمثابة الأسس المتينة التى شيد عليها الغرب حضارتهم الحالية، لذا استهدف أعداؤنا على مر تاريخنا، التعليم ومؤسساته حتى يتمكنوا من القضاء على حضارتنا وهويتنا الإسلامية والعربية، ويستطيعوا سلخ أبنائنا عن ثوابتنا فبدأوا بتنفيذ مخططاتهم الخبيثة مع ضعف الخلافة العثمانية، وبدأوا بالتغلغل فى مؤسساتنا التعليمية والتربوية، وذلك عن طريق نشر مبادئ وقيم دمرت تعليمنا بها، مستغلين سلاح المعونات والخبرة المزعومة.

ولعل أشهر هذه المخططات ما قام به القس (دانلوب) فى ظل الاستعمار البريطانى لمصر، حيث وضع استراتيجية تعليمية طويلة الأمد، ما زالت تفسد تعليمنا حتى الآن، قامت فى الأساس على فصل النظرية عن التطبيق وعلمنة المناهج ونزع ما بها من قيم وأخلاقيات، كما توالت الاتفاقيات بين الجهات المانحة والحكومات المختلفة لتقييد التعليم المصرى على مر تاريخه فى الحقبة الحديثة، فكان السبب الرئيسى فى تخلفنا عن الركب الحضارى وهروب الكفاءات العلمية من أوطاننا، ليعمروا المحافل العلمية فى أمريكا وأوروبا.

وأصبح لزاماً علينا إذا أردنا أن نركب قطار الحضارة من جديد، ونأخذ مكاننا فى عالم أصبح لا يعرف غير لغة العلم والتكنولوجيا والتقدم العلمى الذى لا يرحم الجهلاء أو أنصاف المتعلمين، أن نخطط من جديد لتعليمنا بحيث نضع خططاً واستراتيجيات جادة، تقوم على الربط اللازم بين النظرية والتطبيق وتفعيل ذلك فى المجال العملى، منبثقاً كل ذلك من هويتنا وثوابتنا الإسلامية والعربية.

كما لابد علينا أن نتخلص من أنظمة التقويم العقيمة، التى أصبحت تطيح بحياة أبنائنا لا مستقبلهم فقط وما امتحانات الثانوية القاتلة عنا ببعيد فليس هناك نظام تعليمى أو تقويمى فى العالم، يدفع الطالب للانتحار أو يصيبهم بانفجارات فى المخ أو انهيارات عصبية أو هستيرية البكاء، كما شاهدنا فى "مسلخة" امتحانات الثانوية هذا العام، وما ذلك إلا دليل واضح على مدى عقم النظام التعليمى المصرى. ولعل تجربة دول نمور شرق أسيا التى أثبتت للجميع، أن التعليم والبحث العلمى هو سفينة الإنقاذ التى تخرج أمتنا من ظلمات بحر الجهل اللجى إلى نور شمس الحضارة والازدهار.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة