أليس غريبا أن ينتفض بلد طويل عريض مثل مصر، لمنع فيلم تم إنتاجه فى بلد آخر هو إيران؟
بالطبع غريب، صحيح أن الفيلم كما نشر عنه يتهم السادات بالخيانة، لأنه عقد اتفاقية صلح مع إسرائيل، وصحيح أن نظام الملالى يكرهه كراهية التحريم، حتى أنهم أطلقوا اسم قاتله "خالد الإسلامبولى" على الشارع الرئيسى فى العاصمة طهران، ولكن كل ذلك لا يبرر أن ننشغل بمنع رأى أو فكر.
أنا ضد النظام الحاكم فى إيران، وأراه نظاما ديكتاتوريا بطلاء دينى. وليس صحيحا ما يشيعه مناصروه فى مصر أنه ديمقراطى، فالحريات السياسية هناك تمر عبر مجموعة من رجال دين. ناهيك عن انتهاك الحريات الفردية والعامة، وانتهاك حقوق الأقليات وعلى رأسها عرب الأهواز. ولا أعتبر هذا النظام كما يشيع أنصاره سندا للدولة المصرية، بل أراه خطرا عليها، كما لا يمكننى الوثوق بنظام دينى واستبدادى، مهما كانت الشعارات البراقة التى يرفعها.
ومع ذلك فلست مع المنع، بل أشعر أن المدافعين عنه هنا فى مصر لا يمارسون عملا وطنيا، ولكن عملا خائبا، وراءه رغبة مستبدة فى أن يحولوا السادات إلى مقدس خارج إطار النقد، وهذا خطر لأن الطبيعى أن يتم الاختلاف حوله، مثل كل البشر، ثم ماذا سنفعل مع تيارات سياسية داخل مصر تؤمن بأنه خائن، هل سنقتل هؤلاء، هل سنقدمهم إلى محاكمة؟!
فى زماننا من المستحيل منع رأى أو فكر، والحل هو دائما أن نواجه الرأى بالرأى والفكر بالفكر، وهذا فى رأيى أنفع وأبقى للرئيس السادات، الذى أؤمن بأنه يحتاج إلى رد اعتبار، ليس بتحويله إلى قديس، ولكن بفتح نقاش واسع حول سلبياته العظيمة وإيجابياته العظيمة أيضا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة