فاطمة خير

بلدنا ورزقنا فيها..؟

الخميس، 17 يوليو 2008 12:19 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الحكم بعد المشاهدة..
النجاح كالقدر.. وقد يكون الفشل كذلك.. النجاح كالقدر.. لأنه فى حال تواجد مقوماته لا بد له أن يتحقق، الشخص الناجح.. ناجح، حتى وإن لم ينتبه هو لذلك، أو لم يفعل الآخرون، لكن النجاح يتحين الفرصة للظهور فى اللحظة المناسبة. الفشل.. ليس قدراً مكتوباً سوى على من يستسلمون له. النجاح مقدرٌ تماماً كالحب، من يتذوقه يدمنه..حتى النهاية.

نجاح الأفراد والمؤسسات قدر، لكنه ليس صدفة، هو صناعة محكمة، فردية أو مؤسساتية.
مثال مصرى واحد نتبعه، يصلح نموذجاً لهذا، المذيعة "منى سالمان" التى عملت فى قناة "النيل الثقافية" ـ التابعة لقطاع القنوات المتخصصة ـ لسنوات، ثم غادرتها لتعمل فى قناة "الجزيرة" منذ ثلاث سنوات تقريباً. الفارق واضح بشدة، بين ما بدت عليه فى "النيل الثقافية"، وبين ما تبدو عليه فى "الجزيرة"، حيث كانت تقدم خمسة أيام كاملة فى برنامج "صباح الجزيرة" ـ من قطر ـ نقصت إلى يوم واحد حالياً، حيث انتقلت مؤخراً لتقدم البرنامج الأسبوعى "منبر الجزيرة"، أحد البرامج الرئيسية فى القناة، بالإضافة إلى تقديم حلقتين أسبوعياً من برنامج "مباشر مع " على قناة "الجزيرة مباشر". ولو أنها ـ منى ـ ظلت فى الثقافية، فكم مشاهد كان ليعرفها؟ لكن بانتقالها إلى شاشة تدار بشكل أفضل، وجدت قدراتها المهنية الفرصة للظهور، هذا لأنها تمتلك مقومات النجاح بالأساس، ثم أديرت بشكل مؤسساتى، والمحصلة، وجه مصرى ناجح على شاشة عربية شهيرة للغاية.

"بلدنا ورزقنا فيها".. هى كلمات تم وضعها على اللحن الشهير "زورونى كل سنة مرة"، ضمن الحملة الإعلامية السياحية، التى تذاع حالياً، الكلمات ليست سيئة، لكن الكسل واضح فى اختيار لحن معروف مسبقاً، وشهرته وشعبيته لا يغفران ذلك، فى النهاية لا يتعدى الأمر كون ذلك "استسهالاً"، فهل نضبت مواردنا عن توفير ألحان خاصة للحملة التى لا يبدو واضحاً تماماً إلى من هى موجهة؟ هل هى للمصريين؟ ولماذا؟ هل للحفاظ على صورتنا أمام السائحين؟ فى كل الأحوال فإن صناعة حملة إعلامية ناجحة ليست بالشىء السهل، لكنه ليس بالمستحيل، يحتاج الأمر إلى قدر من "التركيز" وحسب. فإذا كان الهدف هو مشاركة الإعلام المصرى فى خدمة السياحة المصرية، فإن ما يمكن تقديمه الكثير، فقط.. إذا اخترنا المنهج الصحيح وحسب، كذلك لا يمكن أبداً تحقيق هذا الهدف، بإذاعة "نشرة سياحية" على قناة "النيل للأخبار"، لا تتضمن سوى تقرير واحد من مصر، يخرج فى مستوى يمكن تجاوزه بكثير! ثم يتم تقديم أخبار السياحة فى العالم، والتى هى فى الحقيقة لن تهم مشاهد هذه القناة، بقدر ما يهمه معرفة المزيد عن السياحة فى مصر، بالصورة، وليس بالكلمة.

الفكرة هى نفسها: آلية صناعة النجاح حين تتوافر مقوماته.. نظرة واحدة إلى برنامج "محطات" على قناة "العربية"، تمنح الكثير عن كيفية تقديم دعاية "حلوة" أساسها الخبر الصحفى، وأدواتها الصورة، وهدفها متعة المشاهد وإثراء معلوماته. وإذا أردنا نموذجاً يتعلق بمصر، لنا أن نأخذ الحلقة التى أذاعت تقريراً عن "الأناشيد الصوفية فى الأضرحة المصرية "، التقرير الذى بدأت به الحلقة، كان أفضل تغطية للموضوع من ناحية الصورة، والمعلومة، تم التناول من زوايا غير معهودة ولا متوقعة، ورغم أن التقرير يتناسب مع طبيعة البرنامج، والتى تقدم حكايات من بلدان متعددة فى كل مرة، لكنه فى حد ذاته كان دعايةً غير مقصودة لجانب من تاريخ مصر وحاضر أهلها. النجاح ليس صدفةً، ولا الفشل، لكنه لا يتحقق بالنوايا الطيبة، ولا الكلمات المصطنعة، خاصةً إذا تعلق الأمر بالسياحة فى مصر، فـ"رزقها" فيها..لكنه ليس لنا.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة