بأي منطق يدعو بعض الفنانين والمثقفين إلى إعدام لينين الرملي؟ هل اختلافه معهم سياسيا يمنحهم الحق في استبعاده من لجنة تحكيم المهرجان القومي للمسرح، وهو الكاتب المسرحي الكبير، ناهيك عن تجميد عضويته في نقابة المهن التمثيلية تمهيدا لخراب بيته؟ الحكاية كما هو معروف أن لينين استضاف الملحق الثقافي الإسرائيلي لرؤية مسرحيته "اخلعوا الأقنعة"، لأن الرجل مؤمن بان التطبيع مع إسرائيل لصالح البلد، وهذا حقه حتى لو اختلفنا معه، فرأيه في النهاية موقف سياسي قد يخطئ أو يصيب.
وهنا لابد أن نسأل هل التطبيع خيانة أم وجهة نظر؟
اعتقد أنه وجهة نظر، لأن الخيانة معناها أن فلان الفلاني اخذ أموالا أو مقابل ما لكي يعطي دولة أخرى معلومات سرية عن بلده، ولو افترضنا أن التطبيع خيانة، فالذي يحسم هذا الأمر هو القضاء وليس أفراد هنا أو هناك.
الحقيقة أن اتخاذ أغلبية أعضاء النقابات الفنية والمهنية قرارا بتحريم التطبيع، لا يلزم الأفراد، لأنه لا يوجد في القانون شيء اسمه أن الأغلبية تتخذ أي قرارات تخالف الدستور والقانون، أي ليس من حقها أن تفرض على الأقلية ما يخالف القانون. ولذلك عندما قرر مجلس إدارة اتحاد الكتاب فصل الكاتب المعروف علي سالم بتهمة التطبيع، أعاده القضاء ولكن الرجل هو الذي رفض هو أن يعود للاتحاد.
وعندما ثارت في نقابة الصحفيين ضجة كبيرة حول تحويل الزملاء الذين سافروا أو دعوا للتطبيع مع إسرائيل إلى لجنة تأديب تمهيدا لفصلهم، كان منهم دكتور أسامه الغزالي حرب ودكتور عبد المنعم سعيد ونقيب الصحفيين حاليا مكرم محمد احمد، لم يحدث أي شيء، لأنهم لم يخالفوا القانون العام أو قانون النقابة. أنا شخصيا ارفض التطبيع واعتبر إسرائيل عدوا رئيسيا لبلدنا، ولكن هذا لا يعطيني الحق في احتكار الوطنية، ولا يعطيني الحق في إعدام من اختلف معهم، ثم أن مصر ليست وطن رافضي التطبيع وحدهم، ولكنها وطن الجميع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة