أليس عجيباً أن الذين يطالبون بالحرية فى داخل مصر، يدافعون عن الاستبداد فى الخارج؟
من المؤكد أنه أمر عجيب، فهؤلاء يدافعون عن نظم حاكمة مستبدة، وتيارات سياسية ذات طابع فاشى، منها على سبيل المثال إيران وسوريا، حماس فى فلسطين وحزب الله فى لبنان.
ربما يكون أمراً عادياً، بل وحقاً مشروعاً أن تساند التيار الفلانى أو نظام الحكم العلانى فى موقف ما، ولكن من الصعب قبول الدفاع على طول الخط دون أية رؤية انتقادية، يعنى دفاع بالحق وبالباطل، فهل من الممكن تصديق أن هذه الأنظمة والتيارات لا تخطئ أبدا؟
لا أظن، فالأنبياء والقديسون يخطئون والكمال لله وحده.
فحركة حماس على سبيل المثال من المؤكد أن لها خطايا، أكبرها هو الاستيلاء المسلح على قطاع غزة، ناهيك عن جرائم ارتكبتها وهى تقوم بهذا الانقلاب، فكيف يمكن أن يدافع دعاة الحرية عن انقلاب عسكرى؟ وبالمثل كيف يمكن الدفاع عن حسن نصر الله عندما اجتاحت ميليشيات حزب الله المسلحة، شوارع بيروت، فهل منطقى أن يدافع عنه من يطالب فى مصر عن الديمقراطية والانتقال السلمى للسلطة؟
قد يكون جائزاً ومنطقياً أن يتم الدفاع باستماتة عن النظام الحاكم فى إيران، فى صراعه النووى مع الإدارة الأمريكية والإسرائيلية، ولكن كيف يمكن قبول السكوت على الانتهاكات المروعة للحريات هناك، ناهيك عن القمع والاستبداد الذى يمارسه تجاه عرب الأهواز.. كيف لا ينتقد دعاة الحرية عندنا أنه نظام مستبد بطلاء ديمقراطى، فرجال الدين هم الذين يتحكمون فى كل شىء.
قد يجوز أن يتم الدفاع عن نظام بشار الأسد فى مواجهته للإدارة الأمريكية وإسرائيل، ولكن، لماذا يصمت الذين يطالبون بالحرية عندنا عن جرائم هذا النظام، فيما يتعلق بحريات وحقوق الإنسان فى سوريا؟ الأهم، كيف يمكننا أن نصدق أنهم دعاة حرية؟ فالحرية لا تتجزأ، أى لا يمكن أن تطالب بها فى مكان، وفى آخر تساند الاستبداد.
وأظن أن الذى يفعل ذلك لا يمكن الوثوق فى أنه يؤمن بالحرية، بل هى مجرد أداة للوثوب إلى السلطة، وساعتها سيذبحون المختلفين معهم فى الشوارع، رافعين رايات النصر على الأعداء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة