الكتابة عن لبنان مشكلة، فعليك أن تختار إما أن تكون أهلى أو زمالك، إما تكون مؤيدا لفريق الموالاة أو فريق المعارضة، مناصرا لما يسمى المشروع الأمريكى الإسرائيلى بالمنطقة أو المشروع السورى الإيرانى فى ذات المنطقة، "اللي" هى منطقتنا العربية.
ورطة، فكيف يمكن الخروج من هذا الفخ؟
فخ أن تختار النظام الحاكم فى مصر أو تختار الإخوان. فخ الثنائية الشهير بين السيئ و الأسوأ منه. إنها الثنائية التى أهدرت طاقات التقدم فى عالمنا العربى. وهو ما ستجده غالبا وبشراسة أكبر فى حالة لبنان، فإذا قرأت على سبيل المثال معظم صحف المعارضة فى مصر ستجد احتفالا بنصر حسن نصر الله بالسيطرة على بيروت. وفى الصحف المؤيدة للنظام الحاكم ستجدهم يلعنون حسن نصر الله. يعنى إما الأهلى أو الزمالك.
إنها الأيديولوجيا، كل فريق هنا فى مصر يختار من يتفق معه إيديولوجيا فى لبنان، فستجد معظم -إن لم يكن كل قوى المعارضة هنا- تؤيد وبشكل مطلق "نصر الله " ويعتبرونه انتصر انتصارا ساحقا على إسرائيل، ويتجاهلون التدمير الفظيع للبنية التحتية فى لبنان. والعكس أيضا صحيح، الذين يلعنونه يتجاهلون أنه أنهى من قبل أسطورة استحالة هزيمة إسرائيل وأجبرها على الرحيل من الجنوب.
إذن كيف يمكن أن نتعامل مع مشروع الحرب الأهلية فى لبنان؟
أظن أن المعيار الذى يجب أن نستند إليه هو الانتصار للدولة، وليس للموالاة أو المعارضة.. يعنى إيه للدولة؟
تقوية الدولة بإضعاف وإنهاء كل الميليشيات المسلحة وعلى رأسها حزب الله، لحساب الجيش، بما يتيح للدولة أن تكون قادرة على بسط احترامها على جميع القوى السياسية وعلى كل الطوائف والميليشيات. وهذا لا يعنى الدعوة إلى سيطرة فريق على آخر، فالحكومات متغيرة، قد تكون الغلبة فيها الآن للموالاة، وقد تكون غدا للمعارضة.
ولا أظن أننا يجب أن نقع فى فخ حسن نصر الله، فخ الابتزاز باسم مقاومة إسرائيل، أى نترك له تخريب دولة لبنان والاستيلاء عليها، أولاً لأننا جربنا من قبل من تاجروا باسم مقاومة إسرائيل واتضح أن عدوهم الرئيسى ليس فى تل أبيب ولكنها شعوبهم المغلوبة على أمرها. فالقوة يجب أن تكون للدولة وليس لميليشيا دون الأخرى .
الأمر الثانى، ألا يجب أن نفكر فى : لماذا تهزمنا إسرائيل طوال الوقت، وننتصر عليها لبعض الوقت؟
الإجابة هى أن دولة إسرائيل حافظت على قوتها ولم تتنازل عن ديمقراطيتها رغم أنها تحارب دولا عربية وليست دولة واحدة. لقد هزمتنا لأنها دولة حافظت على قوتها أياً كان الفريق السياسى الذى يحكمها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة