الحقيقة أننى اعتز برد الأستاذ فتحى الصومعى الذى نشرته يوم أمس، الأربعاء. رغم اختلافى معه، والحقيقة أيضا أننى رددت على أفكار لم يقلها، ولكن يتبناها قطاع من المعارضين الذين يدافعون عن بشار الأسد، ودافعوا ويدافعون عن صدام حسين والعقيد القذافى ومعهم السلطة الحاكمة فى إيران.
والذى يدهشنى هى الازدواجية العجيبة لهذا القطاع لما يلى:
1- يرفضون التوريث فى مصر، وأنا معهم طبعا، فلسنا عبيدا حتى يورثنا الرئيس مبارك لابنه، ومع ذلك لم ينتقد هؤلاء النظام السورى الذى ورث "بلدا على بعضها" للابن بشار، بل والأغرب أن تجد من يدافع عن هذا النظام "عمال على بطال"، فلماذا يقعون فى غرام بشار ويكرهون جمال مبارك.. ألا يجب أن يكونوا متسقين مع أنفسهم ويرفضون التوريث هنا وفى أى مكان.
2- بالطبع مصر ليست جنة الديمقراطية، ولا السلطة الحاكمة فيها ترفرف حولها رايات الحرية التى نحلم بها، وأنا مع انتقادها ليل نهار، ولكن لا يمكن أن أصدق من يصرخون ضدها هنا، ويصمتون تماما عن الانتهاكات المروعة لحقوق الإنسان فى سوريا.
3- كما لا يمكننى أن أفهم هذه الازدواجية التى تهاجم السلطة فى مصر، وتصمت عن خطايا حماس فى غزة، فإذا كانوا يضغطون على الحكومة المصرية، ومعهم كل الحق، من أجل أن تلعب دورا فى تخفيف الحصار الظالم، فلماذا لا يضغطون على هنية وخالد مشعل رئيس المكتب السياسى لحماس، لكى يوافقا على فتح المعابر بإشراف دولى بالتعاون مع سلطة أبو مازن، لماذا لا يضغطون لكى تتنازل حماس ولو قليلا من أجل أهلنا فى غزة، ما هى المشكلة فى التنازل قليلا عن بعض السلطة من أجل الأطفال الذين يموتون من الجوع ومن الأمراض؟!
4- كما لا يمكننى أن أتفهم موقف الذين ينتقدون بعنف السلطة الحاكمة فى مصر بسبب الحريات، فى حين أنهم يصمتون عن الانتهاكات البشعة لحقوق الإنسان فى إيران، ويصمتون عن الجرائم التى تقوم بها السلطات هناك، ومنها ما يفعلوه تجاه عرب الأهواز.
5- ما أقصده باختصار أن الدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان لا يتجزأ والأفكار لا تتغير حسب الجغرافيا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة