إن ما قام به الصحفى العراقى مراسل قناة البغدادية منتظر الزيدى ابن الـ 28 عاماً من قذف بوش بحذائه ما يدل إلا على أن أمتنا مازالت تنبض بالحياة والرجولة، وأنها تنتظر اللحظة الحاسمة من أجل أن تسترد كرامتها وهيبتها، وكم تمنيت أن يكون هناك آلاف الأحذية لآلاف "البوشيين" من الطغاة حتى يفيقوا من غيهم، فهذا أقل واجب تجاه هؤلاء الذين أدمنوا سفك الدماء وقتل الأبرياء وتلذذوا بعويل الثكالى وصرخات الأطفال وطربوا لصوت الرصاص، بل وعشقوا هتك الأعراض وإذلال الأحرار.
ويعد هذا الحذاء رسالة من أحرار العرب لبوش والسائرين فى فلكه تحمل بين طياتها تحذيراً واضحاً لكل من تجبر على أمتنا وحرم أطفالنا فى غزة من الحليب، وسجن رجالنا فى أبو غريب وجونتانامو وتل أبيب وصادر الحريات وغيًب الرجال فى ظلمات السجون والزنازين، إن أمتنا حيه يقظة قوية فلا تستهينوا بها.
بل أعتقد أن هذا الحذاء أشد بكثير على المتغطرس بوش من أحداث 11 سبتمبر، فقد نال من كبريائه وغطرسة هذا الطاغى وأجبره على طأطأة الرأس الذى كان دوما يحافظ على رفعها أمام الكاميرات حتى فى أشد اللحظات كربا كما حدث فى لحظات أحداث 11 سبتمبر، حيث ظهر هذا المتغطرس رافعا رأسه مهددا ومتوعدا بحرب صليبية جديدة (على حد قوله)، لكن جاء حذاء الزبدى ليُنزل هذا المتغطرس منزلته الحقيقية ويرسل للنظام الأمريكى رسالة قوية مضمونها، أن تعاملوا مع العرب والمسلمين على قدم المساواة، لأن أحرارنا لن يسمحوا لكم بإذلال شعوبنا، فمهما طال ليل سطوتكم ففجر أمتنا لابد أن يطلع وشمس عزتنا لابد أن تسطع فى سماء العالم من جديد.
إن حذاء الزبدى رسالة لأوباما ونظامه الجديد، أن بلاد الشرق لا تفيض عسلا ولبنا فقط، بل وأحذية مفعولها أقوى من الأسلحة النووية والذرية تفتك بكرامة من يحاول النيل من كرامتنا وتدمر من يصادر حريتنا، وتنهى على من يحاول الاستيلاء على أوطاننا أو هويتنا.
بل أعتقد أن هذا الحذاء التاريخى ما هو إلا منصة صواريخ من العيار الثقيل أُطلقت على كل حكام العرب، ليعلموا أن الشعوب مازالت حية تنبض فى عروقها دماء الحرية وتتمسك بحقها فى رفض الواقع، وتحلم بغد يتخلصون فيه من التبعية الذليلة لأمريكا وكبت الحريات وتغييب الحقوق.
بل أجد أن هذا الحذاء ما هو إلا صرخة حق فى وجه هؤلاء الحكام الذين ظنوا أنهم دفنوا شعوبهم فى قبور الفقر والبطالة والديكتاتورية.
إنه الحذاء الذى أعلن للعالم أن دولارات أمريكا وسطوتها الاقتصادية وهيمنتها السياسية على النعاج من حكام العرب لا محل لها فى واقع الشعوب التى تتطلع لغد العزة والمجد.
ولكن جل ما أخشاه أن تتغابى الأنظمة العربية، وتعتبر ما حدث حالة فردية وتستمر فى غيها، بل وتلجأ إلى مزيد من الإجراءات الأمنية والتضييق على الإعلاميين وإطلاق يد الأمن فى اختيار من يحضر المؤتمرات وتضييق الخناق على وسائل الإعلام وحجب المعلومات، خاصة عن الصحفيين المعارضين.
وفى هذا الوقت سنجد سيلاً من الاقتراحات للقيادات الأمنية الفذة بتشديد الإجراءات الأمنية، ولا أستبعد أن يكون على رأس هذه الاقتراحات أن يكون الدخول للمؤتمرات الصحفية بالجوارب الخفيفة غير المؤلمة!
فهل يعى الحكام والأنظمة العربية والعالمية مخزى حذاء الزيدى أم سيلجئون لتجريدنا من أحذيتنا؟
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة