لم يصبنى مقال المتعصب مدحت قلادة الذى نشره على موقع اليوم السابع تحت عنوان "مؤتمر المنظمات القبطية والمتطرفون" وتعرضه لى بالتجريح والإهانة بالدهشة، لأنى تعودت هذا الأسلوب من هذه النوعيات المتطرفة المتلاعبة بأمن مصر، وعلينا أن نرفع شعار "وأعرض عن الجاهلين".
ولكن جاء الوقت الذى لابد أن يعلم فيه الجميع من هم أقباط المهجر وما هى مخططاتهم وعلاقاتهم المشبوهة مع أجهزة الأمن الأمريكية واستهدافهم للإسلام والمسلمين، بل والمسيحيين أنفسهم.. مستترين تحت الصليب كشعار، ومتذرعين بحقوق الأقباط، لذا خضت هذه المعركة الفكرية من خلال مجموعة من المقالات، لكشف حقائق هذه التنظيمات التى تتكاثر بشكل سرطانى فى الغرب، وتستهدف زعزعة أمن الوطن واستقراره، مع حرصى كل الحرص على توضيح الفرق بين هؤلاء العاشقين للدولار الأمريكى واليورو الأوروبى، المنفذين للمخططات الأمريكية للنيل من استقرار مصر، الحالمين بالدخول لوطننا على فوهات الدبابات الأمريكية، وبين شركاء الوطن من إخواننا المسيحيين الذين يقاسمونا مآسى المعيشة فى ظل نظام فاسد أفسد كل مناحى الحياة، وبالطبع لن يرهبنا مجموعة المفردات: "التطرف والإرهاب والمغيبين والمتشددين"،التى دأب أمثال قلادة وسيده بوش وقيادات الغرب على إلصاقها بالعاشقين لهويتهم الإسلامية والعربية.
نعم.. جاء الوقت كى أكشف مجموعة من الحقائق لإسدال الستار على هذه المعركة الفكرية، والتى أتمنى أن تؤتى أكلها بإظهار هؤلاء العملاء على حقيقتهم، وأجملها فيما يأتى:
إن الوحدة الوطنية خط أحمر لابد أن يحافظ عليها الجميع، وأن يحرص القيادات الإسلامية والمسيحية على تبديد الغيوم التى تطرأ على صفاء سماء الوطن، وذلك من خلال نشر ثقافة التسامح بين الطرفين وعدم التراشق فى وسائل الإعلام والجلوس لطاولة الحوار الجاد الذى تغلب فيه مصلحة الوطن لكى نتخلص من الجروح الغائرة التى طرأت مؤخرا على جسد الوطن، والتى يحاول كل من الطرفين إظهارها على أنها خدوش ظاهرية.
إن توالى أحداث الفتنة الطائفية وإشعال نيرانها بين الحين والآخر فى مختلف المحافظات شىء غريب على جسد الأمة، وتقف خلفها أصابع خارجية استخدمت هؤلاء الشياطين الذين يطلقون على أنفسهم أقباط المهجر كوقود لهذه الأحداث، وسأدلل على ذلك بمجموعة من الحقائق على رأسها أن أقباط المهجر استخدموا مواقعهم على الإنترنت لإثارة الشباب المسيحى وحثهم على الثأر والثورة فى وجه المسلمين، بل يطالبون هؤلاء الشباب بأخذ زمام المبادرة بإنشاء كنائس، بدون اتخاذ الإجراءات القانونية المسبقة، كما حدث مؤخرا فى عين شمس، مطالبين إياهم بفرض سياسة الأمر الواقع، بل وصل الأمر إلى تدعيم جهود التبشير المستفز لمشاعر المسلمين، وإنشاء "غرفات دردشة" تنال من الإسلام والمسلمين وسب النبى الكريم صلى الله عليه وسلم، وأيضا تكوين جماعات مسيحية من الشباب تستهدف إثارة الفتن مثل "فرسان الرب"، وهنا لابد أن أؤكد على رفضى التام لردود الأفعال من قبل بعض شباب المسلمين فى هذه الأحداث، لأن المنطق يتطلب منا تحكيم العقل وتفويت الفرصة على المغرضين والجلوس لطاولة الحوار الوطنى.
إن أقباط المهجر بين الحين والآخر يحاولون جاهدين تشويه صورة الحركات الإسلامية خاصة المعتدلة منها، وعلى رأسهم "الإخوان المسلمون" الذين حرصوا منذ نشأتهم على الوحدة والوطنية، ولم يثبت التاريخ تورطهم فى أى من حوادث الفتنة الطائفية، بل كانوا دوما يتصدون لها، ولعل ما قام به الإخوان فى الإسكندرية من تصديهم لإطفاء فتنة المسرحية وتعدى البعض على الكنائس خير دليل على ذلك. وأنا هنا لست بصدد الدفاع عن الإخوان، ولكنه مجرد استقراء للواقع وقراءة لشهادات المتخصصين فى الجماعات الإسلامية كرشوان والشوبكى وغيرهما.
دأب أقباط المهجر وعلى رأسهم قلادة، على اتهام الإخوان بالتعامل مع الأمريكان، متناسين إعلان ومواقف الإخوان المستمرة بعدم قبول دعوات الحوار الأمريكية الرسمية إلا عن طريق الخارجية المصرية، وهذا الموقف معلوم للجميع، لكن لقاءات بعض الإخوان مع نواب أمريكان تحت سمع وبصر النظام المصرى وفى مكتب د. سرور، وأيضا التعامل مع هيئات المجتمع المدنى والشعبى يختلف كثيراً، لأن الإخوان ليسوا ضد الشعب الأمريكى لكن ضد الأنظمة التى دأبت على ظلم المسلمين وسفك دمائهم والنيل من دينهم، وإذا كان هناك علاقات وطيدة بين الإخوان والأمريكان كما يدعى هؤلاء، فهل من المعقول أن نجد الإخوان نزلاء دائمين على السجون المصرية أو تصادر أموالهم وتقطع أرزاقهم كما حدث مع الشاطر وغيره؟
وفى المقابل نجد أن أقباط المهجر ارتموا فى أحضان الأمريكان، بل ويسعون لتنفيذ أجندة مشبوهة تهدف إلى زعزعة الاستقرار المصرى ونشر الفتنة الطائفية والنيل من أمن وأمان مصر وأيضا من الإسلام.
اعترف قلادة وأقر فى مقاله المشار إليه سابقا بما تناولته حول محاولاتهم المستمرة لاستقطاب مجموعة من الإعلاميين والسياسيين والعلمانيين والمثقفين المصريين، من خلال فتح قنوات معهم من أجل بث أفكارهم وأهدافهم داخل المجتمع المصرى، مما يؤكد على تجييشهم لمعركة الخاسر فيها الوطن إذا هم نجحوا فى الفوز بها.
ومن الحقائق التى لابد أن أكررها، أن مواثيق تنظيمات أقباط المهجر تستهدف محو الهوية المصرية والتخلص من الثوابت الإسلامية فى الدستور كما جاء فى البند الخامس من ميثاق منظمتهم المشبوهة فى أوروبا، وأيضا النقطة (ج) فى بند حماية الأقباط، والتى نصت صراحة على التخلص من مواد الدستور الخاصة بالإسلام والشريعة الإسلامية خاصة المادة الثانية، متناسين أن لكل أمة هويتها وديانتها الرسمية ومراعاة حق الأغلبية، وبالطبع مع الحفاظ الكامل على حقوق المواطنة لشركاء الوطن من إخواننا المسيحيين.
اعتاد قلادة ومن على شاكلته التطاول على الإسلام وعلماء المسلمين ومناسباتهم الإسلامية وشعائرهم الدينية فى مقالاتهم، وخير دليل على ذلك ما تتناقله مواقع أقباط المهجر من كتابات مسمومة تطعن فى الإسلام والمسلمين، وما كتبه قلادة عن الشيخ الشعراوى والدكتور العوا والمستشار طارق البشرى والشيخ القرضاوى، والذين عرفوا باعتدالهم وانحيازهم الكامل للأجندة والوحدة الوطنية، والذين شهد لهم الأقباط أنفسهم على المستوى الرسمى باعتدالهم لرفضهم الفتنة الطائفية ومحاربتها. وأدعو قلادة ومايكل منير وغيرهما من أقباط المهجر أن يرجعوا للأقباط الوطنيين أمثال د. رفيق حبيب ود. سامح فوزى فى تقييم هؤلاء العلماء وجهودهم فى محاربة الفتنة الطائفية، لكن كما تقول الآية "فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التى فى الصدور".
كما لابد أن أؤكد على حقيقة واضحة، وهى التضخم المالى الذى طرأ على أقباط المهجر وحساباتهم التى تكتظ بها البنوك سواء الأمريكية أو الأوروبية، بالرغم من أننا إذا عدنا لتاريخ معظمهم نجد أنهم خرجوا من مصر لا يملكون شيئاً، لكن فى غضون سنوات قليلة نجدهم أصبحوا من أصحاب "الأصفار" التى لا تعد ولا تحصى. إنها الهبات التى تُمنح لهم من قبل أسيادهم الأمريكان، والتسهيلات التى فتحت لهم كل الإشارات التى تساعدهم على الصعود المالى من أجل توظيف هذه الأموال فى إضرام نيران الفتنة الطائفية بمصر، بل نسألهم عن مصادر تمويل أنشطة منظماتهم المشبوهة.
أقباط المهجر يدعون أنهم مناضلون من أجل رد حقوق الأقباط، وأنا أؤكد أنهم متاجرون بالملف القبطى الذى أصبح لهم "لقمة عيش طرية" على حد تعبير البسطاء من أبناء شعبنا الأصيل، وإذا كانوا بالفعل يريدون النضال فليأتوا لمصر وليخلعوا عباءة الأمريكان وليأكلوا العيش الأسود ويتصدوا للقهر والظلم ويخرجوا فى المظاهرات التى تختلط فيها دماء المناضلين أمثال جورج إسحاق وعبد القدوس والعريان وعيطة وإسكندر وكريمة ومجدى حسين وغيرهم من ملايين الشرفاء المصريين. لكن هيهات هيهات، فهم دأبوا على المناضلة بالسيف الأمريكى من الحجرات المكيفة فى الأبراج العالية بواشنطن وجنيف وباريس، منتظرين عطايا أسيادهم.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة