وكأنه بيان النصر، فقد زفت الكنيسة الأرثوذكسية، حسبما نشر موقع اليوم السابع، بشرى تحول ماكسيموس بطريرك مجمع القديس اثناسيوس إلى البوذية، بعد أن رفض مجمع الكنائس الدولى الاعتراف به، وبعد أن سحبوا منه بحكم محكمة بطاقة الرقم القومى؟
فهل انتصرت الكنيسة؟
بالطبع لا، لسببين الأول أن المشكلة ليست فى شخص الأنبا مكسيموس، فسوف يظهر غيره وغيره، وثانيا لأن الاعتراف بأى مذهب أو عقيدة أو أفكار يأتى من الناس، وليس من أى جهة دولية أو محلية، طالما أنه لا يخالف القانون، وطالما أنه لا يدعو إلى ما يريده بالعنف.
وبالتالى فهناك خلل فى طريقة التعامل مع هذه الظواهر:
1- لماذا نتصور دائما أن هناك مؤامرة خارجية، ففى هذه القضية كثر الحديث عن دعم أمريكى رسمى، فإذا كان الرجل جاسوسا، فالأمر لا يحتاج أكثر من بلاغ للقضاء، الجهة الوحيدة التى تدينه أو تبرأه. ثم لو افترضنا وجود هذا الدعم، فلن يكون له أى تأثير، لو لم تكن هناك مشكلة حقيقية فى الداخل.. وبالتالى علينا مناقشتها للوصول إلى العلاج، فمكسيموس لم يجبر أحداً على الانضمام إليه.
2- التصور الثانى هو وجود مؤامرة من لجنة السياسات بالحزب الحاكم، لإضعاف موقف قداسة البابا من التطبيع، كما ربطوا ذلك بالتوريث، وكل هذه تخمينات وليست معلومات، والهدف منها ألا نقترب من المشكلة الأصلية.
3- كما أن كثيرين انطلقوا من أن الوحدة، تعنى أن يكون لنا جميعاً، بالعافية، صوت واحد وفكر واحد، بدعوى حماية الاستقرار والمؤسسات الوطنية، فلماذا لا نرى أى قلاقل فى المجتمعات التى تعترف بحق التعددية فى السياسة والدين، فى حين أن المجتمعات التى لا تعترف بهذا الحق هى التى تشهد مشاحنات سياسية وطائفية؟
4 – الموضوع الأصلى الذى يحتاج إلى نقاش واسع وجاد هو هل نحن مع الحريات الدينية والسياسية أم لا؟
فالقضية ليست فى مكسيموس أو البهائية، فحتماً سيظهر غيرهما فى المستقبل، ولكن القضية الأصلية هل نحن مع حرية الفرد إذا اختار ما لا يعجب الأغلبية؟
هذا هو السؤال الأساسى، وما عداه لن يجدى بلدنا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة