سعيد شعيب

حرب عصابات

الأربعاء، 08 أكتوبر 2008 10:47 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إنها حرب عصابات خاضتها قوات أمن مصرية ضد مصريين .. لماذا؟
لأنهم مارسوا حقهم الطبيعى الذى كفله لهم الدستور والمواثيق الدولية فى التضامن سلميا مع أهل غزة.. فانتشرت الشرطة تبحث عنهم فى سيناء والعريش والمنصورة والعمرانية ووسط القاهرة.. بل وأغلقت منطقة وسط البلد، وكأنها ساحة نزال، فمنعوا المواطنين من استخدام محطة مترو جمال عبد الناصر.. وقبضوا على 17 منهم مجدى أحمد حسين والزميل محمد عبد القدوس.. وكأنهم أعداء للوطن وليسوا مجرد مواطنين يمارسون حقهم السلمى فى التعبير عن رأيهم.

أعرف أن البعض سيهمس فى إذنى مؤكدا أن هؤلاء من الإخوان وحزب العمل المجمد ولهم أغراض خاصة.. ثم أنهم يريدون مؤازرة حماس التى تقيم إمارة دينية على الحدود المصرية، والتى أرادت وتريد انتهاك الأمن القومى للبلد.

أنا شخصيا ضد الإخوان وحزب العمل سياسيا ولكنى مع حقهم كأفراد فى أن يتضامنوا مع من يريدون، حتى لو كان الدافع ليس أهل غزة ولكن مناصرة حماس التى تتفق معهم فى الأفكار والاتجاه.

كما أننى ضد حماس لأن هدفها إقامة دولة دينية استبدادية، ومع ذلك فلست مع هذا الحصار الكريه، وإن كنت ضد أن تحمَل هذه المنظمة المسئولية للإدارة المصرية.. فما هم فيه هم الذين صنعوه بأنفسهم لأنفسهم.. ولكننى فى ذات الوقت لست ضد أن يتضامن معهم أى تيار سياسى من مصر.

ثم أننى بصراحة، أعرف أنها ستغضب بعض أصدقائى، أتصور أن ضحايا الدويقة أولى بهذه المساعدات.. مثلما كان أهل مصر الفقراء أولى من المساعدات التى تدفقت على مجاهدى أفغانستان والبوسنة والهرسك وغيرهم.

ومع ذلك وبالرغم من كل ذلك أعتقد أن السلطة الحاكمة لو كانت ذكية، لاستخدمت هذه الأوراق لتحقيق مصالحها مع إسرائيل والإدارة الأمريكية.. مثلما تستخدم معهما أحيانا ورقة رفض التطبيع وفزاعة الإخوان.

ولكنها فى تقديرى سلطة غبية لا تستطيع، وربما لا تريد أن تكون هناك أوراق خارج يدها، أوراق نتجت عن مبادرات حزبية أو أهلية.. ولكنها تريد مثل كل السلطات المستبدة أن يكون كل شىء "تحت السيطرة".








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة