لماذا كل هذا الانزعاج من أى يهودى؟ .. مناسبة السؤال تقرير نشرته صحيفة البديل عن يهود برازيليين جاءوا إلى مصر، لزيارة الأماكن التى يعتقدون أن سيدنا موسى عليه السلام خرج منها ومعه بعض اليهود، فما هو المزعج؟
الحقيقة أنه لا شىء، فمن الطبيعى أن يكون لدى معظم أو كل اليهود فى العالم معتقدات من هذا النوع.. والطبيعى جدا أن نحترم هذه المعتقدات، حتى لو كنا نختلف معها، مثلما نحترم معتقدات المؤمنين بالأديان الأخرى، بل وكل المعتقدات.
فما سبب هذه الحساسية؟
بالطبع.. سببها إسرائيل والتى بنت وجودها على اليهود، دولة دينية عنصرية، ناهيك عن أنها تقدم نفسها للعالم زورا باعتبارها الممثل الرسمى لليهود فى الدنيا، وهذه أكذوبة من كثرة ترديدها يتعامل معها الكثيرون وكأنها حقيقة. وهذا يذكرنى ببعض الأصدقاء الإيطاليين الذين يعتقدون أن السعودية هى "فاتيكان الإسلام" وملكها هو "خليفة المسلمين"، وهذا بالطبع غير صحيح، مثلما هو غير صحيح أن كل اليهود فى العالم يؤيدون إسرائيل.
الأمر الثانى أن اليهودية ليست قومية أو وطنا، وهذا فنده العالم الدكتور عبد الوهاب المسيرى، رحمه الله، فى الكثير من مؤلفاته.. وبالتالى فاليهودية مثلها مثل أية ديانة، أمر طبيعى أن تجدها فى الكثير من دول العالم.. فهذا يهودى برازيلى وهذا يمنى وهذا مغربى .. وهذا أمريكى.. إلخ.
كما أننا فى مصر حتى عام 1956 كان لدينا مواطنون يهود يعيشون فى بلدهم مصر بشكل طبيعى، بل ومنهم من وصل إلى مواقع سياسية رفيعة مثل وزارة المالية، ومنهم من كان ضد الصهيونية، وكان يراها خطرا على مصر وعلى الديانة اليهودية ذاتها، وكثير من يهود مصر لم يهاجروا إلى إسرائيل، والذين فعلوا معظمهم من الفقراء، وبعضهم بقى فى مصر، وغير ديانته تحت ضغط الخلط الفاضح بين اليهود وبين الصهاينة.
ثم أن العداء بيننا وبين من يعيشون فى إسرائيل ليس سببه أنهم يهود، ولكن لأنهم يحتلون أرضا ويشردون شعبا، ولو فعلها مسلمون من أى مكان فى العالم واجبنا أن نعاديهم.
وبالتالى فعلينا فى تقديرى الانزعاج من مواطنى إسرائيل، وليس من عموم اليهود.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة