اكتشاف 85 بحيرة جديدة تحت الأرض فى القطب الجنوبى يثير قلق العلماء

الجمعة، 26 سبتمبر 2025 12:48 م
اكتشاف 85 بحيرة جديدة تحت الأرض فى القطب الجنوبى يثير قلق العلماء القطب الجنوبى

فاطمة شوقى

أعلن فريق بحث دولى تابع لوكالة الفضاء الأوروبية، عن اكتشاف 85 بحيرة جديدة تحت الأرض فى أعماق الغطاء الجليدى فى القطب الجنوبي، وذلك بفضل بيانات الأقمار الصناعية التى تم جمعها على مدى عقد من الزمن، وهو ما أثار دهشة وقلق العلماء فى الوقت ذاته.

وأشارت صحيفة لاراثون الإسبانية إلى أن هذه البحيرات "بحيرات نشطة" لقدرتها على الامتلاء والتفريغ دوريًا، متغيرةً حجمها وشكلها من شهر لآخر أو من سنة لأخرى، وهذا النشاط الهيدرولوجى تحت الجليدى يؤثر بشكل مباشر على استقرار الأنهار الجليدية، بالإضافة إلى سرعة انزلاقها على قاع الصخور، مما قد يؤثر بدوره على مستويات سطح البحر العالمية.

وقالت البروفيسورة آنا هوج، من جامعة ليدز، فى بيان صادر عن وكالة الفضاء الأوروبية (ESA): "من المدهش رؤية كيف يمكن لسطح البحيرة أن يتغير خلال دورات امتلاء وتفريغ مختلفة. وهذا يُظهر أن النظام الهيدرولوجى تحت الغطاء الجليدى فى أنتاركتيكا أكثر ديناميكية بكثير مما كنا نعتقد، لذا يجب علينا مواصلة مراقبة تطوره فى المستقبل".

وأشارت الصحيفة إلى أن العلماء كانوا على علم سابقا بوجود 146 بحيرة نشطة تحت الغطاء الجليدى فى أنتاركتيكا، ومع هذا الاكتشاف ارتفع إجمالى عدد البحيرات النشطة المسجلة إلى 231 بحيرة، حيث رصد فريق البحث أيضا 12 دورة امتلاء وجفاف كاملة، مما رفع إجمالى عدد الدورات المسجلة عالميا من 36 إلى 48.

وقالت سالى ويلسون، طالبة الدكتوراه فى جامعة ليدز: "من الصعب للغاية رصد بحيرة تمر بدورة كاملة، لذا تُعد هذه خطوة مهمة إلى الأمام فى فهمنا لكيفية عملها".

وأوضحت الصحيفة أن البحيرات تحت الجليدية تتشكل عندما تكون الحرارة الأرضية من لب الأرض أو حرارة الاحتكاك الناتجة عن انزلاق الجليد فوق الطبقة الصخرية السفلية كبيرة بما يكفى لإذابة الجليد فى القاع.
تُطلق بعض البحيرات الماء بشكل دورى، مما يُنشئ تيارات مُزلقة تُسهل انزلاق الأنهار الجليدية إلى البحر. تُعد هذه إحدى الآليات التى تؤثر على معدل الذوبان ومساهمة القارة القطبية الجنوبية فى ارتفاع مستوى سطح البحر.

فى هذه الدراسة، حلل الفريق بيانات من القمر الصناعى كريو سات-2 التابع لوكالة الفضاء الأوروبية بين عامى 2010 و2020. يستخدم كريو سات-2 مقياس ارتفاع رادارى، قادر على رصد تغيرات دقيقة للغاية فى سمك الجليد وأسطح الأنهار الجليدية. وبفضل هذا، سجل العلماء العديد من المواقع التى ارتفع فيها أو انخفض مستوى الغطاء الجليدى فى أنتاركتيكا بشكل طفيف، اعتمادًا على دورة امتلاء وتفريغ البحيرة الجوفية.

كشفت البيانات أيضًا عن 25 تجمعًا للبحيرات وخمس شبكات من البحيرات الجوفية، مترابطة وتتشارك تدفق المياه بالتناوب.

ووفقا للصحيفة فقد تُعد هذه النتيجة مهمة لأن نماذج إسقاط مستوى سطح البحر الحالية لا تأخذ فى الاعتبار هيدرولوجيا البحيرات تحت الجليدية. ستتيح إضافة بيانات حول موقع البحيرات تحت الجليدية وامتدادها وتوقيتها نماذج أكثر دقة، مما يُحسّن قدرتنا على التنبؤ بتغيرات مستوى سطح البحر فى المستقبل.

تُعتبر بعض البحيرات تحت الجليدية، مثل بحيرة فوستوك الواقعة تحت الغطاء الجليدى فى شرق أنتاركتيكا، مستقرةً لعدم حدوث دورات امتلاء وتفريغ. تحتوى بحيرة فوستوك على ما يكفى من المياه لملء جراند كانيون بأكمله. ويحذر العلماء من أنه فى حال تفريغ هذه البحيرة الضخمة فجأة، فقد يؤثر ذلك بشدة على استقرار الغطاء الجليدى بأكمله ويرفع مستوى سطح البحر العالمى.
وخلص مارتن ويرينج، عالم وكالة الفضاء الأوروبية، إلى أنه "كلما فهمنا العمليات المعقدة التى تُحرك الغطاء الجليدى فى أنتاركتيكا بشكل أفضل، بما فى ذلك تدفق المياه الجوفية، زادت دقة توقعنا لارتفاع مستوى سطح البحر فى المستقبل".




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة