قلق ورعب متزايد في أوروبا بعد شل حركة مطاري كوبنهاجن وأوسلو بطائرات مسيرة مجهولة.. تحذيرات من استغلال الثغرات الأمنية.. خبراء يرون استهداف المطارات اختبارًا.. ومخاوف من هجوم ناجح يؤدى لشلل اقتصادى وسياحى

الثلاثاء، 23 سبتمبر 2025 08:00 م
قلق ورعب متزايد في أوروبا بعد شل حركة مطاري كوبنهاجن وأوسلو بطائرات مسيرة مجهولة.. تحذيرات من استغلال الثغرات الأمنية.. خبراء يرون استهداف المطارات اختبارًا.. ومخاوف من هجوم ناجح يؤدى لشلل اقتصادى وسياحى كوبنهاجن

فاطمة شوقى

أثارت حادثة جديدة من الطائرات المسيرة قلقاً متصاعداً في أوروبا بعدما شهدت الدنمارك والنرويج، في توقيت شبه متزامن، حوادث أربكت المطارات وأدخلت آلاف المسافرين في حالة من الفوضى والهلع.

وأثار هذا الحادث المفاجئ ، الذى أدى إلى إلغاء وتأجيل عشرات الرحلات وإرباك آلاف المسافرين، موجة من القلق والمخاوف من إمكانية تكراره فى مدن أوروبية أخرى، وسط تحذيرات خبراء من استهداف البنية التحتية الحيوية، وفي مقدمتها المطارات، وذلك لم يعد مجرد فرضية نظرية، بل اختبار صارخ لقدرة أوروبا على حماية فضائها الجوي ومؤسساتها الاستراتيجية.

وأعلنت السلطات الدنماركية مساء الاثنين إغلاق مطار كاستروب في كوبنهاجن بشكل كامل بعد رصد ما بين طائرتين وثلاث طائرات مسيرة كبيرة الحجم تحلق في أجواء المطار ومحيطه المباشر.

وقالت المتحدثة باسم المطار، ليسه آجيرلي كورستاين، إن القرار جاء كإجراء احترازي لحماية الركاب والعاملين، مؤكدة أن الشرطة فتحت تحقيقاً شاملاً لمعرفة مصدر الطائرات،  من جهته، أوضح قائد الشرطة هنريك سترومر أن قوات الأمن عززت تواجدها داخل وحول المطار.

وأضاف  أنه تم تحويل 20 رحلة إلى مطارات بديلة، من بينها مطار مالمو القريب في السويد، فيما أُلغيت 50 رحلة أخرى بشكل كامل،  وتسببت هذه الإجراءات في تكدس آلاف الركاب داخل صالات الانتظار، حيث انتشرت مشاهد الفوضى ومظاهر الغضب والإحباط بين المسافرين العالقين.

وفي تطور مواز، أعلنت السلطات النرويجية حالة التأهب بعد رصد طائرات مسيرة تحلق فوق منطقة عسكرية حساسة بالقرب من قلعة آكيرشوس في العاصمة أوسلو،  وأفادت صحيفة أفتونبلادت بأن الشرطة تمكنت من توقيف شخصين يشتبه في تورطهما بالحادث، وسط أنباء غير مؤكدة عن كونهما مواطنين أجنبيين، وبرغم تأكيد السلطات أن الحادثين لا يرتبطان بشكل مباشر، إلا أن تزامنهما زاد من حالة القلق داخل الأوساط السياسية والأمنية الأوروبية.

وتأتي هذه التطورات بعد أيام فقط من حادث اختراق الطائرات الروسية للأجواء الإستونية، ما استدعى تدخل مقاتلات إيطالية من طراز F-35 لطردها، ويشير محللون إلى أن تكرار هذه الحوادث في فترة قصيرة يسلط الضوء على ثغرات خطيرة في أمن الأجواء الأوروبية، في وقت يشهد توتراً جيوسياسياً متزايداً بسبب الحرب في أوكرانيا والتصعيد مع روسيا.

وترك الخبر أصداء قوية في بروكسل، حيث دعا عدد من النواب الأوروبيين إلى عقد جلسة طارئة لبحث تعزيز أنظمة الدفاع الجوي، بينما اعتبرت تقارير إعلامية أن اختيار أهداف مدنية كالمطارات يمثل رسالة رمزية خطيرة تهدف إلى زعزعة ثقة المواطنين في قدرة الحكومات على حماية أمنهم اليومي.

ويرى خبراء أمنيون أن استخدام الطائرات المسيرة بهذا الشكل يكشف مدى هشاشة البنية التحتية الحرجة في أوروبا، خاصة في قطاع الطيران الذي يعد شرياناً أساسياً للتنقل والتجارة والسياحة. وأضافوا أن الاستجابة الأوروبية لا بد أن تتجاوز حدود الإجراءات الأمنية التقليدية لتشمل تطوير تقنيات متقدمة لرصد واعتراض الطائرات غير المأهولة.

وبينما تستمر التحقيقات في كوبنهاجن وأوسلو، يبقى السؤال الأكثر إلحاحاً: هل ما حدث مجرد صدفة أم بداية لمرحلة جديدة من الهجمات الممنهجة ضد البنية التحتية الأوروبية؟ الأكيد أن الحادثة الأخيرة وجهت جرس إنذار قوي إلى قادة القارة، مؤكدة أن السماء الأوروبية لم تعد محصنة كما كان يُعتقد.


رأى خبراء

ويرى محللون أوروبيون أن الحوادث الأخيرة لا يمكن فصلها عن المشهد الجيوسياسي المضطرب، حيث يشكل استهداف المطارات والمؤسسات الحيوية اختباراً مباشراً لقدرة القارة على حماية فضائها الجوي. ويعتبر البروفيسور لارس كريستنسن، المتخصص في شؤون الأمن بجامعة كوبنهاجن، أن ما جرى يمثل "تحدياً جديداً للأمن القومي الأوروبي، إذ تُظهر الطائرات المسيرة أن خصوماً محتملين قادرون على ضرب قلب البنية التحتية المدنية من دون تكلفة كبيرة".

أما الخبيرة الإيطالية في أمن الطيران، ماريا بيلوتشي، فقد حذرت من أن "المطارات الأوروبية قد تتحول إلى أهداف مفضلة لجهات تسعى لإرباك الحكومات وزعزعة ثقة الرأي العام"، مشيرة إلى أن "أي هجوم ناجح قد يؤدي إلى شلل اقتصادي وسياحي واسع، فضلاً عن مخاطر على الأرواح".

وفي السياق ذاته، شدد خبراء عسكريون على أن أوروبا تحتاج إلى تسريع الاستثمار في أنظمة مضادة للطائرات المسيرة، شبيهة بتلك التي جرى اختبارها في مناطق النزاع مثل أوكرانيا. وأكد هانس مولر، مستشار سابق لحلف الناتو، أن "إغلاق مطار أوروبي لساعات بسبب بضع طائرات صغيرة يعد رسالة خطيرة، فهي تُظهر أن التهديد لم يعد افتراضياً بل واقعياً".

وتخشى العواصم الأوروبية من أن تكرار مثل هذه الحوادث قد يؤدي إلى فقدان ثقة المواطنين بقدرة الحكومات على تأمين أبسط حقوقهم في التنقل بأمان. كما يثير الأمر قلقاً متزايداً لدى شركات الطيران، التي تخشى من تكاليف إضافية وتعويضات مالية ضخمة، فضلاً عن تأثير سلبي على السياحة وحركة التجارة.

 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة